عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-2011, 03:53 PM
المشاركة 176
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (12)



عَرُوسُ الشِّعْرِ




أشارتْ بلحظٍ مُترفِ السِّحرِ غامضٍ
فكادَ فؤاديْ كالفراشِ يطيرُ


وقالتْ : أحبُّ الشعرَ أُكتبْ قصيدةً
تغازلني فيها وأنتَ أميرُ


عرفتكَ وقَّادَ العيونِ مُصوِّراً
وغيرُكَ في كشفِ الجمالِ ضريرُ


أما حرَّكتْ شيطانَ شعركَ لهفتي
عليكَ ؟ إذاً واللهِ أنتَ غريرُ


أما كنتَ تعنيني بكلِّ قصيدةٍ
وترمزُ بالأسماءِ ليْ وتُشيرُ


فتُسكرني آياتُ شعرِكَ لوعةً
ويملكُني شوقٌ إليكَ أثيرُ


يداعبُ آمالي يثيرُ عواطفي
فيلمعُ برقٌ في الظَّلامِ ينيرُ


* * *

فقلتُ لها يا " نورُ " عفوكِ إنَّني
أخافُ فما ليْ إنْ وقعتُ مُجيرُ


أخافُ إذا أَلمحتُ ردَّكِ بالنَّوى
ويفلتُ من نُعمى لقاكِ أسيرُ


أخافُ على قلبي تباريحَ جفوةٍ
إذا غاضَ ينبوعٌ وجفَّ غديرُ


وما كنتُ قد مدَّدتُ أيامَ خدمتي
لكسبِ معاشٍ والكلامُ خطير


ولكنَّني واللهُ يشهدُ أنَّني
قصدتُ دوامَ القربِ وهو يسيرُ


وحاولتُ إذكاءَ المودَّةِ بيننا
وتمتينَ حبلَ الوصلِ وهو عسيرُ


فإنِّي مع الستينَ يا " نورُ " عاشقٌ
وعندي لما يَهوى الفؤادُ كثيرُ


أميرٌ أنا للشِّعرِ والحبِّ والندى
وما ليَ في دنيا الغرامِ نظيرُ


وعندي مزايا الحرِّ .. كلُّ مزيَّةٍ
جناحٌ بها للمكرماتِ أطيرُ


فلا تحرُميني من لَماكِ تَعِلَّةً
فوِردُكِ يا أحلى الظِّباءِ نَميرُ


وأنتِ ملاكٌ طاهرُ القلبِ حائرٌ
وحولكِ من نارِ العداةِ سعيرُ


ولستِ وإنْ كابرتِ ناجيةً غداً
فما لكِ فيهمْ مُنقذٌ ونصيرُ


أخافُ على عينيكِ من كلِّ دمعةٍ
تلوحُ ودمعُ الناعساتِ غزيرُ


وأخشى عليكِ السُّهدَ إنْ هيَ صوَّحتْ
أزاهيرُ هذا الحسنِ وهي نذيرُ


وغادرَ فصلُ الزَّهرِ روضَكِ واختفى
وأقبلَ فصلٌ بالشَّقاءِ مَطيرُ


ونفَّرَ طيرَ السَّعدِ عنكِ مخادعٌ
ينقِّبُ في ماضي الهوى ويُثيرُ


تُراهُ يعودُ الحسنُ والزهرُ والندى
ويمرحُ في جوِّ السرورِ كسيرُ ؟!


وتورقُ أغصانُ الخريفِ وتزدهي
رياضُ الأماني والهمومُ تُغيرُ ؟


جمالُكِ رهنُ الدائراتِ عقارباً
ومثلُكِ من يُخْشى عليهِ مصيرُ


فلا تتركي أيامَ حسنِكِ تنقضي
وما لكِ فيها مؤنسٌ وسميرُ


ولا تتركي الآمالَ تذوي بلا هوىً
وعندكِ من يهواكِ وهو جديرُ


ولا تتكريني ضائعَ السَّمتِ يائساً
غريباً على دربِ الجفاءِ أسيرُ


* * *

تعالَيْ لروضِ الحبِّ نقطفُ زهرَهُ
لقد جاءَ من روضِ الهُيامِ بشيرُ


فأنتِ عبيرُ الحبِّ والشوقِ والرِّضا
وما لِسِوى هذا الجمالِ عبيرُ

وما لِسِوى عينيكِ في القلبِ جذوةٌ
فدُنيايَ من وقْدِ العيونِ هَجيرُ


فلا تَحسبيني أُبدعُ الشعرَ جاهلاً
فإنِّي بأسرارِ الجمالِ خبيرُ


وأنتِ على عرشِ الجمالِ مليكةٌ
وإنِّي على مَتْنِ القريضِ أميرُ




1996