عرض مشاركة واحدة
قديم 02-15-2014, 04:25 PM
المشاركة 1099
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع....العناصر التي صنعت الروعة في رواية -45- الرهينة زيد مطيع دماج اليمن

- وفي العودة إلى تلك الكتابات النقدية التي تناولت أعمال زيد الإبداعية بما فيها روايته الرهينة نجد أصحابها يؤكدون بما يشبه الإجماع على حقيقة واحدة هي أنهم يقرءون اليمن في كتابات زيد ،
- وأنه نجح في تمثل المحلية التي هي أساس العالمية كما لم يحدث عند كاتب آخر في هذه البلاد ،
- وتعــد مجموعته الأولى " طاهش الحوبان " بما استعادته أقاصيصها من الماضي القريب بانوراما فنية تقبض على ناصية الزمن الذي كان لتصنعه على الورق بلحمه وشحمه بعد أن تضع عليه اللمسات الفنية اللازمة لتجعله ينبض بالحيوية والحياة ،
- وكذلك هو الحال مع مجموعته الثانية " الجسر " التي يتقدم بها خطوات نحو استكمال مقومات القص ، ويقدم فيها أنماطاً لشخوص من قاع الحياة وسطــحها .
- أما " العقرب " وهي مجموعته الثالثة فتحتشد بفيض هائل من الرموز ، لم يكن أهمها وأسطعها بطل قصة " المجنون " الذي ذهب ذات مساء إلى "جرن" القرية والناس نيام وقام بجمع محاصيل الحصاد وخلط الأكوام الصغيرة والكبيرة في كومة كبيرة ليتم توزيعها فيما بعد بين الجميع بالتساوي !!

- لقد اهتدى زيد مطيع دماج إلى أسلوب من القص فريد في نظامه يجمع في براعة فائقة بين الحكاية ذات الدلالات الشعبية القريبة من وعي القارئ وتلهفه إلى معرفة معنى الحدث وبين القص الناضج الذي تنمو معه الأحداث في إطار غرائبي مثير للدهشة
- متوسلاً إلى ذلك بأدوات تعبير تحقق المكونات الدلالية بأقل قدر من الكلمات.
- وهو في مجموعاته القصصية كما في رواياته ( لم ينشر منها حتى الآن سوى الرهينة ) يثبت أنه كان يغترف من نهر الواقع ومن صفحات الماضي القريب
- ما يجعله قادراً على أن يقدم لقارئه العربي والعالمي نماذج مدهشة من الحياة والناس تم اختيارها بعناية فائقة مصحوبة بظروفها الاجتماعية وفي إطار من التقاليد والأعراف
- التي أجاد رسمها بلغة مكثفة توجز معنى السهل الممتنع في الفن الأدبي ، وتؤكد أن السرد في الإبداع القصصي لا يعني الاسترسال والثرثرة ، ، كما ان الاستطراد والتزيد في التقصي شأن صحفي لا يمت إلى الفن الأدبي بصلة .