عرض مشاركة واحدة
قديم 02-17-2014, 12:59 PM
المشاركة 1101
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع....العناصر التي صنعت الروعة في رواية -45- الرهينة زيد مطيع دماج اليمن


- رواية الرهينة التي ترجمت إلى لغتين، والتي تعالج في أحداثها زمن الإمامة اليمنية قبل ثورة 1962،
- كما أن تركيز الكاتب على فترة ما قبل الثورة اليمنية واضح في كثير من قصصه،
- حيث أنه يُعتبر "كاتبًا يمنيًا أصيلاً" بسبب اهتمامه الكبير بظلم الإمامة اليمنية
- وأيضًا لتصويره الأماكن اليمنية القديمة والتقليدية مثل "السمسرة" و"المقهاية" والأسواق الشعبية في العديد من قصصه.
- اليمن عند زيد مطيع دماج إذن "كوليس أدبي" متكرر يتحرك أمامه أبطاله القصصيون.
- وإذا دخلنا في التفاصيل فنرى أن قصص دماج التالية تندرج تحت هذا الصنف، وهي متناثرة في مجموعات طاهش الحوبان، والعقرب، والجسر: "العسكري ذبح الدجاجة"، "بياع من برط"، "ثورة بغلة"، "المجنون"، "الفتى مبخوت"، "بائعة الذرة"، "امرأة"، و"البدة".

- جاز القول إن زيد مطيع دماج يروج لحداثةٍ تُعد فيها كل شيء قديم متخلفًا، ويعتبر كل شيء جديد مرغوبًا فيه. ولا يتم تعريف هذه الحداثة، ولكن يمكن معرفة بعض ملامحها: فهي تتمثل أولاً في رأسملة اليمن: التاجر في "بياع من برط" يعتبر ثائرًا جريئًا بمجرد مزاولته مهنة التجارة، ويبدو مثاليًّا أيضًا لأن التجارة تعد هنا شيئًا مرغوبًا وحقًا من الحقوق. وفي قصة "ثورة بغلة" يُضحك على الملك الإمام لأنه بسيط ومتواضع وفقير، والأرجح أن زيد مطيع دماج كان سيصف أي حاكم آخر باحترام أكبر إذا أحاط نفسه بالكماليات والترف.

- أما في "بائعة الذرة" فنلاحظ شوقًا للبساطة ونفيًا للطمع.

- ونلاحظ أيضًا أن الراوي (والكاتب نفسه أيضًا) يميل إلى الغرب. لا يحترم الإنجازات الغربية مثل الشمسية الآلية فقط، بل يأتي بتشبيهات لا تمتّ إلى اليمن أو الشرق بصلة.

- إذن هذه الازدواجية، أي التركيز على القديم والفلكلوري واحترام أوربا في الوقت نفسه، تثبت أن المؤلف لا يهمه "العودة إلى الأصيل" رداً على هيمنة الغرب، كما هو الحال لدى كتاب عرب كثيرين، بل على العكس من ذلك: إنه معجب بالغرب.

- إذن قصص زيد مطيع دماج تسلي وتحير معاً.

- لكن تنوع أعمال زيد مطيع دماج يثبت أن هذا الكاتب اليمني لا يمكن نعته بـ"التقليدية"،

- بل أن أدبه هو هجين من مفاهيم مختلفة للابداع.

- فلا يتناقض سعيه إلى إبراز الصبغة المحلية وخلقه شبكة اجتماعية وثقافية "يمنية أصيلة" مع كونه باحثاً عن أساليب جديدة وشخصية للتعبير الأدبي.