الموضوع
:
أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
عرض مشاركة واحدة
03-27-2013, 10:16 AM
المشاركة
954
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,766
تابع....والان مع عناصر القوة في رواية
-19-
الحب في
المنفى
–
بهاء طاهر
–
مصر
- لعلّ من يقرأ أعماله يلاحظ
ذلك التنوع في بيئات القصص وأجوائها من البيئات المحلية في الصعيد والريف المصري
إلى بيئة القاهرة بطبقاتها وأجوائها الغنية، ثم هناك ما يمكن تسميته بالبيئة
العالمية والإنسانية، تلك التي جمع فيها شخصيات من ثقافات وبلدان مختلفة ووطّنهم في
دولة جديدة، هي الرواية أو القصة القصيرة، هذا واضح مثلاً في قصته (بالأمس حلمت بك
)
وقصته (أنا الملك جئت) وروايته الفريدة (الحب في المنفى
).
- من يدقق في قصصه
ورواياته سيلاحظ أنه من أكثر الكتاب تميزاً في تقنية "الحوار"، حتى يغدو عنده
عنصراً أساسياً لا تستغني القصة عنه. حوارات أشبه بالسيناريو حتى وهي موجزة، تنبض
بالحياة وتسمح للشخصية بتقديم نفسها، وتمنح القارئ متعة خاصة في الاقتراب من أنفاس
الشخصية ومن تدرج منطقها
.
- رغم كل شيء يشدد في إبداعاته وكتاباته على دور الثقافة في فهم المجتمع وفي
تحليله وفي صيانته، لأن الثقافة مرادفة للحرية وللوعي وللعطاء النبيل. ولا يمكن
للثقافة أن تنهض ببعض ذلك دون أن يكون المثقف نفسه مستقلاً صلباً بعيداً عن الأشكال
المعروفة من شراء الذمم وفسادها.
- بهاء
طاهر، مبدع ومثقف تنويري، بأوضح معاني التنوير، قاص وروائي مجدّد، مسرحي ومترجم،
إذاعي عريق، كاتب مجيد في مقالاته ودراساته، ناقد مسرحي، وخبير بشوؤن السيناريو
والدراما، يعرف الصعيد الذي يسكن روحه، ويعرف القاهرة ويعيشها، مثلما يمتلك خبرة في
مدن العالم، وفي ناسه، يعرف درس التاريخ ويراه مستمراً فينا، بمحتواه الأسطوري
القديم أو بوقائعه التي يمكن تجريدها في صورة تجارب وأفكار إنسانية متكررة.
- في سياق الإبداع السردي يسلك اسم بهاء
طاهر في جيل الستينات، الجيل الذي رسخ الكتابة ونقلها إلى أحوال جديدة رؤية
وتشكيلاً.
- لبهاء طاهر صوته الخاص وتجربته المميزة بعيداً عن الفكرة الجماعية في
مبدأ التجييل.
- يمكنك أن تحدس بمبلغ عنايته بكل ما يكتبه، بحيث تجمع كتابته بين
الأناقة التعبيرية والغنى الرؤيوي، ورغم وضوح حسمه لوظيفة الكتابة، فإنه أبدا لم
يقع في فخاخ الأيدلوجيا أو لغة الشعارات.
- الكتابة عنده تجربة مغايرة لكل ذلك، لها
اشتراطاتها الصعبة جمالياً ورؤيوياً، وربما لهذا السبب لم يكن يستعجل النشر، بل إن
مجموعته الأولى تأخرت في الصّدور حتى عام (1972)، كما أن ما نشره ليس إلا نسبة
محدودة مما كتب.
- إنه من أولئك المبدعين الذين يقدّسون الكلمة، ويتعاملون مع الكتابة
بحرص واحترام وإجلال.. - ولعل القيمة العالية لإنتاجه المنشور خير شاهد على جرأة
الحذف والاصطفاء والاختيار، بحيث لا يمرّر كلمة ولا جملة ولا قصة تمريراً عبثياً أو
يوردها أو ينشرها دون قناعة كاملة بأنها في مكانها الملائم وأنها تنهض بالوظيفة
الإبداعية المأمولة
.
- إنتاجه أقل عدداً وكماً من مجايليه
ومن الأجيال اللاحقة، لكن الإبداع يعترف بالنوع لا بالكّم، وكاتب صعب مع نفسه على
طريقة بهاء طاهر، ينحاز حتماً للنوع وللتميز، وليس لعدد الأعمال أو كثرة الظهور في
الصحافة ووسائل الإعلام.
- كل من كتبوا عنه شهدوا بنزاهته، وبتواريه عن الشهرة التي
تلاحقه، لا يميل إلى الظهور في الصحافة ووسائل الإعلام.
- لكن أعماله تفرض نفسها
بتميزها وخصوصيتها وسحرها الخاص.
- ينشغل بهاء طاهر بجوهر الكتابة وليس بما يحيط بها
من سلوكيات ومظاهر، ولذلك يمكن القول أن اسم بهاء طاهر من أسماء عصامية قليلة مردّ
شهرتها إلى الإبداع ولا شيء غيره.
- ورغم غيابه عن مصر والعالم العربي منذ منتصف
السبعينات وحتى منتصف التسعينات فقد عرفه القراء العرب وقدّروا تجربته، فاجتاز
الامتحان الصعب مما يدلّ بعمق على تميز هذه التجربة وفرادتها الخاصة، وصمودها
الذاتي دون دوافع أو عوامل مساندة مما يشيع في حياتنا الثقافية
العربية
.
- بعض ما ظهر تحت مسمى (القصة القصيرة) عند
بهاء، أقرب لشكل الرواية القصيرة (النوفيلا) وخصوصاً قصص: بالأمس حلمت بك، أنا
الملك جئت، محاورة الجبل.. وهذا الشكل الفني يحتاج دراسة خاصة يمكن أن تعتمد على
أعمال بهاء طاهر، بما يسهم في بلورة شكل (النوفيلا) في الأدب العربي، واكتشاف
خصوصيتها ومنقطها السردي الذي لا يقف عند حدّ الاختلاف في الحجم أو في عدد الصفحات،
بل يتعداه إلى اختلافات جوهرية في الخطاب السردي وفي المبنى الحكائي بما يجعل منه
نوعاً متميزاً عن القصة القصيرة والرواية وغيرهما من أنواع سردية
.
-
يقول عنه محمود أمين العالِم كتابات بهاء طاهر من هذه الكتابات الهامسة التي تنساب
إليك بهدوءٍ آسر بليغ تربت على مشاعرك في نعومة ورقة مهما بلغت حدتها الدرامية
وعمقها الدلالي، إنه قصاصٌ شاعرٌ متصوّف تفيض شاعريته وصوفيته برؤيا إنسانية حادة
تغريك برومانسيتها الظاهرة عما ورائها من حكمة وعقلانية وإحساس عميق بالمسؤولية
والالتزام، هو عاشقٌ عظيم لمصر، باحثٌ دائب البحث عن أسرارها وأغوارها مهمومٌ بما
تعانيه من أوجاعٍ وأشواق.
رد مع الإقتباس