عرض مشاركة واحدة
قديم 03-30-2021, 11:36 AM
المشاركة 91
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: عِنْدَما يَتَحّدث القلم ...
لقد تفشت ظاهرة النصب في مجتمعنا، فأصبح النصاب يطالعك في كل وقت، وفي كل مكان حيث تجده في المكان الراقي، وتجده في المكان العشوائي ومعه سلة الأماني والأحلام ولكنها خاوية يلوح بها إلى ضحاياه فيعتقدون أنه يملك المفتاح السحري لتحقيق آمالهم وأحلامهم فيرتمون في أحضان شباكه ثم يطلب فيهم المقابل المادي فيبيع الضحية كل ما يمتلكه أو يستدين من الآخرين ليقدم المبلغ المطلوب بنفسه إلى النصاب، وبعد ذلك يستيقظ على الكابوس، وتحق عبارة " ومن النصب ما قتل" .
النصاب يتلعب بآمال وأحلام ضحاياه حتى ينال ما يريده منهم،وبعد أن ينال مراده الذي يسعى إليه بكل ما أوتي من حيل ونفاق تراه يروغ منك كما يروغ الثعلب، ويتهرب منك بعد أن كان أمام عينيك في كل لحظة.
أصبح نصاب اليوم أكثر وقاحة وأكثر برودا، بالأمس كان النصاب يتخفى عن عيون الناس ويحرص على ألا يوصم بهذه التهمة، أما نصاب اليوم فيقف أمامك وعيناه مفتوحتان ولا يبالي، وكثرة النصب لم تقتل الآمال والأحلام فقط، ولكن تقتل الثقة بين الناس، ولذلك تسمع من يقول : لاتثق بأخيك، وشيعنا جنازة الشرف التي كنا نتعامل بها في الماضي، بعد أن كان الرجل يعتبر قبوله وصل أمانة من آخر عيبا في حقه، والكلمة أفضل من مائة وصل ، فرحمة الله عليك يا كلمة " الشرف" .
ولكثرة النصابين يطالبون بنقابة لهم تحميهم من ظلم الغلابة ومن دعوات المظلومين ومن أحقاد المكافحين ، وتدعو إلى زيادة المغفلين ويكون اسمها " نقابة النصابين"
لابد أن هناك أمر ما حدث جعلني أكتب عن تلك الشرذمة - النصابين- من الناس .

ففي الآونة الأخيرة ظهرت لدينا في الكويت جماعة تأخذ قائمة الوفيات يوميا ويتصلون على أهاليهم ويقولون لهم ( نحن لجنة الزكاة والمرحوم كان متبرعاً بمبلغ بناء مسجد وباقي آخر دفعة) وطبعا أهل المتوفي تغلبهم العاطفة ويمنعهم الحزن من التثبت والسؤال ، ولكن عندما يُسألون عن إثباتات الدفع، يهربون ولا يعاودون الاتصال ، وهؤلاء باستمرار يغيرون أرقام هواتفهم حتى لا يُبلّغ عنهم .