عرض مشاركة واحدة
قديم 10-23-2014, 03:44 PM
المشاركة 10
محمد الشرادي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
[youtube]https://:


غُرْبَة ...!

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


المثير للخيبة أن كل الصباحات لها ذات الوجه ذات النفس ذات

الرائحة .. قهوة تصرخ في اﻹبريق .. و رائحة خبز ساخن يعانق

جدران المنزل .. و زقزقة عصفور يختار أن يوقظ الدنيا بأعذب

بوح ... تئن فيروز في مكان ما .. و يبدو لك أنّ كل شيء يتمطى

ببطء .. أقف على الشرفة .. أشاهد المارة بعيون ﻻ ترى و حنين

ﻻ ينقطع .. ترتجف القهوة في يدي و أنا أتابع فقيراً على دراجة

هوائية بثيابٍ مهترِئة ..فرحاً و هو يغني بصوت مرتفعٍ جذل ..

أبتسم ككذبة كبيرة .. و أنا أتنهد .. كم يبدو هذا الوطن غريباً .. و

كم تبدو هذه الشوارع بلا جذور .. تنطلق سيارة مسرعة فأعطيها

ظهري و أنا أغتص بغربتي هنا !

من قال أن الغربة حصراً على الوطن ؟ هأنذا أشعر بها أكاد اتقيأ

من طعمها المقزز و كل ما حولي يذكرني بمدى غرقي في

وجعي ... مثلك ﻻ يبكي يا فتاة!

أشد على أصابعي .. أصّرّ على أسناني ..

و أتنفس بعمق مغمضةً عيني فـ أراك!

أتساءل لم أراك كلما أغلقت عيني فيرد قلبي : ﻷنك تحسينه ... ما

تشعرين به ﻻ تحتاجين بِه لـ (عين) ترى !

قد بردت القهوة ككل صباح ! نعم .. الصباحات مملة .. مملة

جداً .. و لها ذات الوجه!
أهلا اختي جليلة.
الروتين قاتل يؤثر على مزاجنا فيبدو لنا العالم بلون واحد و رائحة واحدة و صورة واحدة لا تتغير أبدا.فيتسرب لأعماقنا الملل فتترسخ في دهننا الصورة ذاتها. صورة لا تتغير تبلد الإحساس و تقضي على البسمة.
النظر بالقلب العضو اللطيف كما يسميه الصوفية هو اعمق و أسلم من النظر بالعينين.
راقني هذا النص كثيرا.لروحه المرحة، وأيضا لعمقه.
تحياتي