عرض مشاركة واحدة
قديم 10-25-2010, 04:18 PM
المشاركة 5
حمود الروقي
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
موضوع جدير بالاهتمام يا سعادة الدكتور محمد ..

لو أنّ المهتمين بهذا الشأن يُعطون هذه المحاور حقها من النقـاش لأصبحت

مرجعًـا في التربية والتعليم ؛ لأني أرى وكأنّ هذا الحوار اجتماع أو ملتقى

تربوي يحتوي على أوراق عمل مهمّـة تفيد صنّـاع القرار في الهيأة الوزارية ..


المحاور جميعها تنبثق من الواقع والمأمول وترتبط ارتباطـًا وثيقـًا بالعمل الإداري

في المؤسسة التعليمية ، ولعـلي أتناول المحور الخامس لأهميته القصوى

ولِـكون معظم مدارسنا تفتقـد للإدارة العصرية التي تواكب متطلبات الحياة

وتسير مع ركب الحضارة التقنية في المعرفة والتطبيق ..


المحور الخامس : كيف كان مدير المدرسة ؟ وكيف يستطيع مواكبة العصر هذا اليوم .؟

في العصر الماضي - أي قبل عصر تقنية المعلومات - كان مدير المدرسة

ذلك الرجل الناضج الذي خالط سوادَ لحيته البياضُ ، رجل يُدير أكثر أعماله الإدارية

بحنكة وخبرة ، ويفرض شخصيته الاعتبارية من خلال سَندِ الظهر في إدارة التعليم في منطقته ..

لا تخرج اهتمامته ومتطلبات عمله عن ثلاثة أشياء : معلم ينفذ ما في المنهج ،

وطالب - لا يغيب - ، وسبورة تقتات من الطباشير ..!

هكذا هو مدير المدرسة في السابق ، مدخلات ( خبرة وتعاميم وزارية ) ومعالجة ( معلم ومنهج وطالب ) ومخرجات ( نحن طلاب عصر الخويطر والرشيد )

وإنني أجزم أنّ التعليم في ذلك العصر أفضل ألف مرة من تعليمنا في عصر التقويم

المستمر والتقنية الحديثة والإنترنت ..!


ولمواكبة العصر ، إذا أهملنا واقع التعليم الحقيقي واهتمينا بالشكليات والرتوش

يجب على مدير المدرسة ( الحديثة ) أن يُساير الركب ويلتحق بالبرامج التأهيلية

الخاصة برفع كفاءات العاملين في الميدان التربوي التفاعلي ويُجهد نفسه

لتجاوز عقبة سحب البريد الالكتروني وتشغيل السبورة الذكية وإرسال واستقبال

المعاملات الالكترونية ، وأن يكون مُلمـًا بالأجهزة التعليمية والتقنية في مدرسته ..

نحن نشجّـع التقنية الحديثة ونواكبها و نستفيد منها وخاصة ما يتعلق بالإنترنت التعليمي

وأجهزة الحاسب الآلي و " الداتا شو " وكذلك السبورة الذكية ، ولكن أن تضيع أدبيات

التعليم في زخم التجارب غير المدروسة وضبابية الأهداف المرجوّة ، فهذا

لـ عمري هو ضياع مجتمع بأكمله ، فطالب اليوم غني عن تعليمنا العقيم في ظل وجود

هذه التقنية التي أصبحت عبئـًا لا يُطاق في مدارسنا ؛ لأنها وبكل أسف لـم تجد التفعيل

الصحيح للاستفادة منها ؛ بل أصبحت استعراضًا شكليًا أمام الزوار وخاصة ما يفِـد إلينا

من شـرق آسيا وجنوب أفريقيا لأنها أصبحت وسائل معينة لـ تشتيت الطالب ونسيان

الكتـاب ، فلو أننـا واكبنا العصر في صناعة التقنية وتعليم البرمجة وكثفنا تعليم برامج الحاسوب

وصناعة الشرائح الالكترونية لكان ذلك أكثر نفعـًا وأجدر بالاهتمام لأننا وبكل بساطة

نعيش في مجتمع يعرف بعض أطفاله استخدام الحاسوب والإنترنت قبل دخوله

المدرسة ، وهو مجتمع مُهيأ ثقافيًا لمسايرة عصرنا الحديث ..


يبدو أنني أخذتُ جولة في مدارسنا القديمة ، ومديرنا " الشايب " ودخلتُ في قاعة مصادر

التعلم في مدارسنا الحديثة ، ورأيتُ ما رأيت !!


أعتذر من عدم تناول المحور كما يجب ، وأتمنى أن يأتي غيري لإشباعه بالتناول

لنخرج جميعًـا بأفكار تصـبّ في مصلحة مدير المدرسة ..


شكري وتقديري لك أخي الدكتور محمد الزهراني وهذا الحوار التربوي لتشخيص واقع

مدير المدرسة والمحاولة الجادة لتطوير الإدارة المدرسية بما يتواكب وعصر العولمة

والتقنيات الحديثة ؛ حيث أنّ هذه الفترة تعتبر مُخاضـًا شديدًا قد ينتج عنها ولادة تعليم مُشوّه !


تحيتي وتقديري لك ولكل من أدلى بعلمه وخبراته في هذا الموضوع ..



حمود الروقي - مشرف تربوي لرعاية الموهوبين وبرامج التفكير والإبداع .