عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
5

المشاهدات
1560
 
محمد بوثران
من آل منابر ثقافية

محمد بوثران is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
90

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Feb 2013

الاقامة

رقم العضوية
11909
11-01-2020, 09:55 AM
المشاركة 1
11-01-2020, 09:55 AM
المشاركة 1
افتراضي في يوم الثورة الجزائرية الكبرى
[size="2"]•في ذكرى الثورة الكبرى:
(إلى الشهداء الذين لم يعيشوا ليروا علم البلاد يراقص الريح عاليا
).



في ذكرى ثورة التحرير الكبرى أنظر للسماء أول ما أخرج من البيت، أتخيّل الطائرات الصفراء تذرع السماء بصوت محركها الهادر الذي يُسمع قبل أن تطلّ في الأفق، وأتخيّل والدي الطفل يركضُ قدّام الدار خائفا، وجدّي الشاب يعدّل شاشه الأصفر وهو ينظر إلى السماء-مثلي تماما- كلانا نحمل نفس الاسم، وربما نفس الملامح والصفات، ينظرُ جدّي للسماء ويشيرُ لوالده الكهل أن يجهّز بندقيّته، ولأخيه الأكبر أن يختبئ داخل الكوخ حتى تختفي الطائرة في الأفق.
حين يصمت هدير الطائرة يلتفتُ جدّي إليهما، جثتان مضرجتان بالدماء، حين جاء الجنود لإلقاء القبض على ثلاثتهم، صالح ورابح ومحمدّ، هكذا نادى القائد العسكريّ، كان اسم جدي في أوراقه الثبوتية حسين، في الوشاية قالوا أنه محمد، لم يأخذه الجنود مع أبيه وأخيه، في الأسبوع الموالي حين عادوا ليلقوا القبض على حسين ولد صالح، كان قد ركب البحر إلى الضفة الأخرى، ولم يعد إلا حين خرجت الجماهير تحتفل بأول يوم من الحرية الأبدية.
01 نوفمبر 1954، ذكرى الثورة التحريرية الكبرى في تأريخ الدولة، وذكرى الخروج في تأريخنا العائليّ.
استُشهد صالح ولد المختار، ورابح ولد صالح، وعاشَ محمد ولد صالح كي لا تتوقف جيناتهم عن التكاثر، وسُميتُ باسمه كي لا يُصبح ذكرى منسية، أنا أول من حمل اسمك من الأحفاد يا جدي الذي أخطأته الرصاصة، أنتَ ابن الشهيد أخ الشهيد وأنا حفيدك.. وهذا الوطن الكبير وطننا جميعا.

كم موجع أن نرى الوطن بعد كل هذه الخسارات في يد عصبةٍ تستفرد به، تتقاسم خيراته ولنا الخيبة، أيها الوطن الأب اشفق على أبنائك اليتامى.. فنحن من نموت لتحيا، دماؤنا تجري تحت ترابك كما تجري في عروقنا،لكأننا جسد واحد.

/

الشمسُ عاليةٌ.. وقبّعة الجنودُ تُعيد تعريف السماءِ؛
الطائراتُ تمرّ أبطأ، والقذائفُ صامتاتْ.

وتحيّة الجنديّ للجنديِّ تختصرُ الحكايةَ؛
كلُّ ما في الأمر أنَّ الطائرات تمرُّ أبطأ.. والعيونُ إلى السماء معلّقاتْ.

والنسوةُ المتباكياتُ خرَجْنَ،
كنَّ يسِرنَ في ثقةٍ فتبتسمُ الحياةْ.

والجندُ يبتسمونَ.. ثمّ تمرَّ أبطأ طائرات الحربِ،
ثمَّ تغيب في كل الجهاتْ.
كتبه: محمد بوثران.