الموضوع: الجدب
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-22-2014, 05:30 PM
المشاركة 4
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مرحباً استاذة سعاد

" الجدب " هي القصة الثانية التي اقرأوها للاستاذة سعاد وواضح ان الأستاذة سعاد تهتم في كتاباتها وتمحور قصصها حول مكنونات النفس البشرية ودواخلها ومخاوفها الوجودية ومشاعر العدمية كما في قصة " تلاشي " .
وفي هذه القصة " الجدب " نجدها تعالج مكبوتات نفس بطل القصة ومخاوفه الكامنة في اللاشعور كما تقول نظرية علم النفس التحليلي ، والتي تقول بان الأحلام ما هي الا تعبير عن مكبوتات النفس البشرية ومخاوفها اللاشعورية .

فمن ناحية نعرف من خلال قصة الحلم بان البطل في القصة وهو الاب كان يشعر بالذنب من الطريقة التي كان يعامل فيها ابنه ولاشعوريا كان يخشى ان يهرب ابنه من المنزل ويتركه لوحده ومن هنا جاء هذا الحلم لتنفيس هذه المخاوف الدفينة والتعبير عنها حيث خرج الاب يبحث عن ابنه على الرغم من الرياح العاصفة التي كادت تقتلع المكان وفي هذا الشق من القصة أيضاً تعبير عن المخاوف الوجودية ومشاعر الوحدة التي كان يشعر بها البطل الاب فهو لا يرغب ان يكون وحده خاصة في لحظة من الاضطراب التي ربما تحمل الموت في أحشائها .

اما الشق الثاني من الحلم فهو تنفيس عن مكبوتات واحباطات بطل القصة الجنسية وتوضح لنا القاصة ان هذه المكبوتات انما تشكلت لديه كنتيجة لموت زوجة بطل القصة ونجده في هذا الشق من الحلم يتزوج تلك المراءة ويحقق رغبته الجنسية الدفينة ويشبع حاجته الجنسية المكبوتة وفي نفس الوقت نجده يحقق نوع من التواصل الاجتماعي والألفة من خلال وجوده في ذلك الكوخ محاط بالأطفال والمراءة التي عاملته بحنو الي حد ان راق له العيش معها ونسي ابنه طاهر الذي خرج يبحث عنه في ذلك الجو العاصف وصدق ما قالته تلك المراءة بانه غادر ولن يعود .

اذا هذه القصة هي قصة شخص مأزوم نجده يعبر عن مشاعر الذنب حيال معاملته لابنه وفي نفس الوقت يحقق حاجاته الجنسية ويحصل أيضاً على الطعام والونس والرفقة التي جعلته يطرب ويردد لحنا كان ما يزال يردده عندما استفاق من نومه وأجاب حينما ساله ابنه عن سبب ترديده للحن "ان الرياح مسحت أحزاني " وذلك تعبير عن اشباع حاجاته المكبوته وتحقيق رغباته الدفينة .

هذه القصة توضح بان لدى الأستاذة سعاد معرفة بنظرية علم النفس التحليلي والتي تتبنى بان الحلم انما هو احدى ادوات التعبير عن مكنونات النفس البشرية، ومكبوتاتها ورغباتها الدفينة، وقد نجحت الاستاذة سعاد ايما نجاح في التعبير عن ذلك في هذه القصة القصيرة والناجحة من النواحي الفنية حيث سأعود لأوضح الاسباب التي تدعوني للقول بانها قصة ناجحة من حيث الاسلوب وعناصر التأثير .