عرض مشاركة واحدة
قديم 01-13-2011, 08:29 AM
المشاركة 3
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لماذا قص ّ الله سبحانه علينا قصص الأنبياء , وقصص الأمم , وغيرها من القصص ؟ لنعتبر , ونتدبر , ونتفكر , ولنتعّظ , ونتعلم .


ما جاء في القرآن الكريم متواتر مقطوع بصحته , لكن ّ ما دونه لا بدّ فيه من النقد والتمحيص , صحيح ٌ أننا لا نستطيع تطبيق القواعد الرائعة التي

وضعهاأئمة الحديث , فكانت تاجا ً على رأس ِ الإنسانية كلّها - لا نستطيع تطبيقها على كل حادث ٍ تاريخي , لكننا مطالبون بالاقتباس منها ,

والاهتداء بها , وكلما كان الحدث التاريخي أهم َّ كان احتكامنا لها أكثر .


دارس التاريخ ( في بعض أحواله ) كسائق السيارة ينظر إلى الخلف في مرآته ليُحسن السير إلى الأمام ,وإلا إذا لم يستفد ,

فالوقت الذي ينفقه يضيع سدى ً :


مَن ْ لم تُفِده عِبراً أيامُه ... كان العمى أولى به مِن َ الهدى


إن الدارس الحصيف الذكي للتاريخ يقرأ بذهن متفتّح واع ٍ , وفكر ناقد ٍ مقارن ولا بد ّ من ضياع كثير من ( الحقائق الصغيرة ) عنه , ولكن كثيرا ً

من ( الحقائق الكبيرة ) يمكن أن يتعلّمها , ويمكن أن يكون عنده التأمل فيها ملكة لا يستغني عنها الأفراد , ولا تستغني عنها الأمم في التعامل مع

غيرها ويصدّق هذا قول الشاعر الحكيم :


ومَن ْ وعى التاريخ َ في صدره ... أضاف أعمارا ً إلى عمره .


هذه السطور دعوة إلى دراسة التاريخ بضوابط صارمة قدر الإمكان وإلى استخلاص العبر منه , والاستفادة منها

على مستوى الأفراد ( فائدة صغرى ) وعلى مستوى الأمة ( الفائدة العظمى ) .

هذا والسلام .