الموضوع
:
ويل للتاريخ من المؤرخين
عرض مشاركة واحدة
01-13-2011, 08:29 AM
المشاركة
3
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 2
تاريخ الإنضمام :
Mar 2010
رقم العضوية :
8997
المشاركات:
2,945
لماذا قص ّ الله سبحانه علينا قصص الأنبياء , وقصص الأمم , وغيرها من القصص ؟ لنعتبر , ونتدبر , ونتفكر , ولنتعّظ , ونتعلم .
ما جاء في القرآن الكريم متواتر مقطوع بصحته , لكن ّ ما دونه لا بدّ فيه من النقد والتمحيص , صحيح ٌ أننا لا نستطيع تطبيق القواعد الرائعة التي
وضعها
أئمة
الحديث , فكانت تاجا ً على رأس ِ الإنسانية كلّها - لا نستطيع تطبيقها على كل حادث ٍ تاريخي , لكننا مطالبون بالاقتباس منها ,
والاهتداء بها ,
وكلما كان الحدث التاريخي أهم َّ كان احتكامنا لها أكثر .
دارس التاريخ ( في بعض أحواله ) كسائق السيارة ينظر إلى الخلف في مرآته ليُحسن السير إلى الأمام ,وإلا إذا لم يستفد ,
فالوقت الذي ينفقه يضيع سدى ً :
مَن ْ لم تُفِده عِبراً أيامُه ... كان العمى أولى به مِن َ الهدى
إن الدارس الحصيف الذكي للتاريخ يقرأ بذهن متفتّح واع ٍ , وفكر ناقد ٍ مقارن ولا بد ّ من ضياع كثير من ( الحقائق الصغيرة ) عنه , ولكن كثيرا ً
من
( الحقائق الكبيرة ) يمكن أن يتعلّمها , ويمكن أن يكون عنده التأمل فيها ملكة لا يستغني عنها الأفراد , ولا تستغني عنها الأمم في التعامل مع
غيرها ويصدّق
هذا قول الشاعر الحكيم :
ومَن ْ وعى التاريخ َ في صدره ... أضاف أعمارا ً إلى عمره .
هذه السطور دعوة إلى دراسة التاريخ بضوابط صارمة قدر الإمكان وإلى استخلاص العبر منه , والاستفادة منها
على مستوى الأفراد ( فائدة صغرى )
وعلى مستوى الأمة ( الفائدة العظمى ) .
هذا والسلام .
رد مع الإقتباس