عرض مشاركة واحدة
قديم 10-23-2010, 08:52 PM
المشاركة 9
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (5)


ملحمة الدموع



سكِرَ الحديثُ فجُنَّتِ الكلماتُ
وصَحَتْ على أوتارنا النغماتُ

وزهتْ مواويلٌ بأوردةِ المُنى
وتراقَصتْ في الأعينِ العَبَراتُ

سِحْرٌ وأين السِحْرُ من همساتِنا
جَلَّ الحديثُ وجلَّتِ الهمساتُ

تتواثبُ الكلماتُ تُبدِعُ قصةً
هامتْ بعطرِ مدادِها الصَّفحاتُ

حتى انتهى سيلُ الكلام وعقَّنا
حلوُ الحديثِ وغابتِ الومضاتُ

فسألتُها والخوفُ يصهل في دمي
يحدو الوجيبَ فتسرعُ النبضاتُ

هذي البدايةُ .. ما النهاية يا تُرى ؟
تعبَ المسيرُ وحارتِ الخطواتُ

هوَ ذا السؤالُ فهل لديكِ إجابةٌ ؟
شهَقَتْ وقالت : في دمي حسراتُ

وغرقتُ في صمتي ونبَّهني إلى
سهرِ الحريقِ بثغرِها زَفَراتُ

فأخذتُ كفَّ حبيبتي ولثمتُها
وتوالتِ الزفراتُ والقُبُلاتُ

حتَّى اطمأنَّ فمي ونامتْ كفُها
في راحتَيَّ تُذيبُها اللمساتُ

جمَّعتُ نفسي واستعنتُ بجُرأتي
وضحكتُ حتَّى شاهتِ الضحكاتُ

وصرختُ في صمتٍ يمزِّقُ أضلعي
وتلاحقتْ تغزو دمي الصرخاتُ

قولي بربِّكِ مابدا لكِ ؟ أفصِحي ؟
وتعثَّرتْ بشفاهها الكلمات

نظرتْ وملحمةُ الدموعِ تقولُ لي :
ماذا جنيتَ ؟ وغامتِ النظراتُ

فحملتُ أوراقي وعُدْتُ بخيبتي
صحتِ الذنوبُ ونامتِ الحسناتُ

ورجعتُ ألتهمُ الطريقَ يقودُني
ندمُ السنينِ وماتتِ البسماتُ


17/10/1997