عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-2011, 09:08 AM
المشاركة 47
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي





خمرة القاتل


le vin de l'assassin




أنا حر فزوجتي ماتت وأستطيع إذاً


أن أشرب حتى الثمالة


حين كنت أرجع إليها خالي الوفاض


كان صراخها يقطع نياط قلبي


أنا سعيد الآن كملك


فالهواء نقيّ والسماء رائعة


لقد كان لنا مثل هذا الصيف


عندما وقعت في حبها


الظمأ الرهيب يمزقني


وحتى أرتوي أحتاج


إلى سعة قبرها من الخمر


وهذا ليس بالشيء القليل


لقد قذفتها في جوف بئر


وفوقها ألقيت


بكل ما على حافتيه من أحجار


وسأنساها إن استطعت


رجوت منها موعداً عند المساء


على طريق مظلمة


باسم ما يربطنا من حنان


وقسَم لا فكاك منهما


وحتى نعيد الصفاء بيننا


كما في الأيام الجميلة من غرامنا


وأتت .. المخلوقة الحمقاء


ونحن هكذا يعترينا أحياناً الجنون


كانت بعدُ جميلة بالرغم من تعب السنين


وأنا كنت مولعاً بها ولهذا قلت لها:


اخرجي من هذه الدنيا


لا أحد يستطيع فهمي


هل من واحد


من هؤلاء السكارى المجانين


يفكر في لياليه السقيمة


أن يصنع من الأكفان خمراً؟


هذه الفاجرة المحصنة


كقضبان سكك الحديد


لم تعرف الحب الحقيقي يوماً


لا في صيف ولا شتاء


على الرغم من سحرها الأسود


وموكب ذعرها الجهنمي


وقوارير سُمّها ودموعها


وصليل سلاسلها وعظامها


ها إني حرّ وحيد


سأسكر هذا المساء


حتى أفقد الوعي


ثم أرقد لأنام على الأرض كالكلب


دون خوف ولا ندم


وباستطاعة العربة الثقيلة


الملأى بالطين والحجارة


وكذا القاطرات الشديدة السرعة


أن تسحق رأسي المجرم


أو تشطرني نصفين


سيان إني لأهزأ بالجنة والجحيم


وبالمائدة المقدسة





ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار- جورجيت الطيّار





هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)