عرض مشاركة واحدة
قديم 01-26-2013, 10:53 AM
المشاركة 5
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هذه مقالة من لميس علي حول اليات الكتابة المبدعة عن ساكي وكما هي العادة ارى بأن هناك رابط بين العبقرية في الكتابة وظروف الطفولة ولا بد ان يكون هذا الكاتب قد تألم كثيرا ليكون قادرا على الكتابة المؤثرة والجميلة. سنعود لوضع سيرته الذاتية هنا لنتأكد كيف كانت عليه طفولته:

هكتور هيو مونرو .. في «أفضل ما كتب ساكي»..


كــتب
الخميس 26-7-2012
لميس علي
- بروح تملؤها السخرية.. يخط هكتور هيو مونرو قصصه..
- تشط لديه النزعة الساخرة وصولاً إلى درجات من قسوة و مرارة.. سخريةً فاحصة.. مسجلة لتفاصيل مجتمعية.. ناقدةً إياها بأسلوبية غير مباشرة.‏
- عينه ترى و تسجل.. تغور في عمق الأشياء.. لا يكتفي بنظرة سطحية.‏
- في قصصه.. يبتكر و يتقن لعبة التمويه عبر الإتيان بأفكار تبدو غرائبية.. تُصيبك كقارئ بنوع من (صدمة ).. لربما كانت مقصودة من هيو مونرو الذي سمّى نفسه (ساكي )..‏


فهل هناك من رابط بين غاياته التي أراد قولها عبر أدبه و بين اختياره لهذا اللقب.. ومن أين جاء به.. ؟‏
تفسر أخت مونرو اتخاذه اسم (ساكي ) على أنه اختاره من رباعيات الخيام.. و على هذا يصبح بحرفيته (الساقي ).‏
و البعض الآخر يرى أن كلمة (ساكي ) هي اسم نوع من السعادين.. فالساكي سعدان جنوب أمريكي و يوصف بالحيوان الرقيق جداً و الصامت.. و مونرو، كما وصفه أحد أصدقائه ،
- كان من النوع الصامت.. و من الصعب أن تستخرج منه كلمة.‏
- غرائبية أدب ساكي تأتي في بعضها من خياله الذي يدفعه حيناً إلى اتخاذ الحيوانات أبطالاً لقصصه.. يوظف الحيوان توظيفاً أساسياً.. فاعلاً.. في سير خط الحدث و الفعل لديه.. كما في قصة (توبرموري ) التي يسوقه خياله فيها إلى جعل حيوان (القط ) يتحدث و يفضح مجموع الساهرين الذين يرتبطون بعلاقات غير صادقة قائمة على الغش و النفاق.‏
- و في الحين ذاته يجعل لأبطاله الآدميين بعضاً من ملامح و صفات الحيوان.. إن لم يكن بطريقة مباشرة، كما في قصة (غابرييل – أرنست )، فإنه يومئ إلى شيء من هذا القبيل عبر إلصاق صفات تقترب من الحيوانية يمتلكها أبطاله البشريون..‏


أ و ليس المكر الذي امتلكه (فسبالوس )، أحد شخصياته في واحدة من قصصه، يبتعد عن إنسانية الإنسان و يقرّبه من عالم الحيوان.. ؟‏
ثيمة يكررها ساكي في عدد من قصصه.. في (إسميه ).. في (الذئبة) و غيرها،‏


- و بهذا يجعل لأدبه طبقات.. ظاهره ساخر.. و باطنه ناقد للمجتمع.‏
- و مع أن معظم اللوحات تبدو حوارية بين شخصيات عدة.. و هو ما يكرّس ملمح (المجتمعي ) فيها.. إلا أنها تمنح القارئ انطباعاً يشعره بوجود مسافة ما فاصلة.. أو تفصله عنها..
- و كما لو أن ساكي يشتغل على وضع حواجز لامرئية ما بين أدبه و بين القارئ.. حواجز يوظفها، مرة أخرى، انتصاراً لما يريد غرسه في ذهن قارئه من غرائبية و غموض.. و يكرّس هذا الاتجاه بخلقه لنهايات صادمة في معظمها.. تصدم المتلقي.. و تجعله في حال من دهشة و انشغال.‏


هل فعل ذلك ليجعل القارئ بدوره يضخم من علامات الاستفهام الناشئة لديه نتيجة تلقيه القصص.. ؟‏

- ربما كان هذا إحساساً ناشئاً بسبب ابتعاد ساكي عن كتابة أي شيء يثير العاطفة.. إذ يبقى في قصصه مواكباً و محافظاً على ملمح من كوميديا يمكن لنا وصفها بالسوداء.‏

الكتاب: مختارات من أفضل ما كتب ساكي. - المترجم: توفيق الأسدي.

=======
طبعا سؤال جميل يطرحه المترجم والكاتبة هنا :
- هل فعل ذلك ليجعل القارئ بدوره يضخم من علامات الاستفهام الناشئة لديه نتيجة تلقيه القصص.. ؟‏ ام ان ذلك يأتي مع القدرة الاستثنائية التي يمتلكها عقل اليتيم؟ فهو يفعل ذلك بصورة غير واعية اصلا ....فهل كان ساكي يتيما ً؟

دعونا نرى؟!