عرض مشاركة واحدة
قديم 12-21-2010, 04:43 AM
المشاركة 136
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


* ظلام الغدر
صعقآ هو .. وهذا حاله منذ أن طالته أنامل الغدر ..
صعقآ .. وفارغ جوفه إلا من وجه الخطيئة المغرور ..وغصة تأكل بقايا تنهداته ..
لا يكف عن استحضار الحدث .. يغربله من لحظاته الموشومة بالفرح .. ويبقي فقط على نهايته المكتظة بالفجأة ..
يحدق مليآ في الثواني الأخيرة من الذكرى والفارة من وعيه بتمتمة كان صوتها كروائح الخبز المحترقة ..
اللحظة التي شطرته إلى كائن يتنفس الألم وكأنه لا يجيد سوى شهيق مثلج للحزن ..
في صدرة مسافات قاحلة من الحنين .. وتخلو من عشب كان يلتمع نحن ضوء القمر بالفأل ..
وعلى أطراف حنجرته وقفت تلك الآهة تفكر بالقفز من كوة نشيجه المحترق بحمم من العبرات ..
فوق قلبه يمتد أفق من الظلام .. واسم منقوش على جدار العتمة .. كان يضئ لياليه بأحرف من نور ..
قالت له تناوش ضحكاته : أنا لك .. ولن أكون لغيرك ..
فحمل وجهها بين راحتيه .. وجاب به المدينة يشهد الأرصفة على عشقه المجنون ..
صعد تلال المجهول وزرع بتلات عشقه بجنب نخلة خاوية .. وحفنة من خزامى الجوى ..
وترك بجانب الصبار صوته المترنم عشقآ وكومة من رسائله التي تغنى فيها بتلك القاتلة ..
سافر كي يقتنص من الغربة سانحة يظفر لها فيها بتفاصيل غد مشرق يجمعهما معا ..
وعندما عاد .. كي يلتقيها مرة أخرى تحت جنح اللهفة .. وفي أحضانه هدايا مزركشة من الأحاسيس الملونة بالوجيب ..
ولكنها لم تكن هي .. كانت تقترب منه على وجل ..
سألها : أين وجهكِ؟
قالت تركته عند الموقد في حجرتي .. وجئتك على عجل لترضى ..
فتشها مليآ .. لم يكن قلبها بحوزتها أيضا .. صاح : أينكِ .. أين الخافق الذي نبض بي ؟
طأطأت روحها .. صوب حصوات حاصرت أصابع قدميها .. لم تجبه ..
صرخ : أو هان عليكِ أن تمنحيه لغيري ؟
أيضآ لم تجبه .. لاذت إلى صمت مكسور بحفنة تنهدات مدببة ..
وكلطمة من كف لاحت من قلب الظلام صفعته .. قالت بهدوء :
- لن أنساك أبدآ .. سأظل مكتنزة بك .. وإن تملكني غيرك ..
ومضت بعد أن جردته من الحياة .. لتغيب بين طيات من العتمة ..

..............