عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
6

المشاهدات
2202
 
حسام الدين بهي الدين ريشو
مشرف منبر بـــوح المشـاعـر

اوسمتي


حسام الدين بهي الدين ريشو will become famous soon enoughحسام الدين بهي الدين ريشو will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
7,004

+التقييم
1.47

تاريخ التسجيل
Apr 2011

الاقامة

رقم العضوية
9844
01-17-2021, 11:31 AM
المشاركة 1
01-17-2021, 11:31 AM
المشاركة 1
افتراضي كيف تقرأ قصيدة ؟
كيف تقرأ قصيدة ؟
=========
حسام الدين بهي الدين ريشو
============
بداية لابد أن تكون القراءة لأي نص أو ديوان قراءة موضوعية وليست انطباعية
موضوعية :
بمعنى أن تتخلى كقارئ أو ناقد عن أي أمور مسبقة لا ترتبط بالنص أو القصيدة في حد ذاتها ؛ بعيدة عن الشاعر أو الكاتب شخصيا .. أي تكون محايدا تماما كان الكاتب صديقا أو عدوا .
أما القراءة الانطباعية :
فهي التي تتخذ موقفا مسبقا حسب العلاقة مع الشاعر أو الحالة المزاجية للقارئ .ز أو رد الفعل العاجل .

كيف نقرأ القصيدة إذن ؟
ماذا لو تصورنا القصيدة مملكة ؟
كل مملكة تتكون من عدد من الإمارات ؛ لعل أهمها في القصيدة :
1- إمارة العتبات
2- إمارة اللغة
3 - إمارة المتن
وبالتالي كلما اتسعت مملكة القصيدة إتسعت معها الإمارات الثلاث
بمعنى آخر :
هناك دائما وعاء كبير يضم القصيدة وهذا الوعاء ينقسم إلى وعاءين :
1- وعاء خارجي يضم العتبات
2- وعاء داخلي يضم اللغة والمتن

أولا : ( العتبات ) :
وهي كما قلنا الوعاء الخارجي للقصيدة وهي مفاتيح اساسية يستعين بها القارئ أو المتلقي في استكشاف النص ؛ وتتمثل أبرز العتبات في :
العنوان - الإهداء - التصدير
1- العنوان :
تنبع أهميته من أنه جزء لا يتجزأ من العمل .. يحاول الشاعر به أن يصطاد القارئ ويشركه في عملية القراءة . وبالتالي فهو يحقق للقارئ انطباعاته الأولى عن هوية النص
والعنوان هو التحدى الحقيقي لطبيعة النص لأنه قبل أن يكون كلمات هو فضاء جمالي يعتمد عليه الشاعر في اصطياد القارئ كما أشرنا

2- الإهداء :
هو أيضا عتبة يوجهها الشاعر إلى فرد أو أكثر تدل على عرفان أو شكر أو إعجاب أو تكريم .. الخ

3- التصدير :
يقصد به أن يصدر الشاعر نصه أو ديوانه بنصوص أو كلمات أدباء كبار .


ثانيا ( الوعاء الداخلي للقصيدة )
وهو الذي يضم اللغة والمتن
أ - اللغة :
فالنص الادبي أيا كان شعرا أو نثرا فهو كيان لغوى يمنح المفردات حياة جديدة من المعاني والدلالات بعيدا عن حدودها الضيقة داخل المعاجم ولغة الشعر تختلف عن لغة أي جنس أدبي آخر
فاللغة داخل النص الشعري قائمة على الاختزال والتكثيف وهي لغة المجاز والاستعارات البلاغية ؛ فالمجاز اللغوى باختصار هو اللفظ المستعمل في غير ماوُضِعَ له لعلاقة مع قرينه مانعة من ارادة المعنى الحقيقي
مثلا : يقول أبن العميد :
قامت تظللنى من الشمس / نفس أحب إلى من نفسي / قامت تظللنى ومن عجب / شمس تظللنى من الشمس ز

طبعا نحن لا نقصد دلالات لغوية جديدة غير واردة في المعاجم ولكن المقصود هو الابتكار في الدلالة ويكون عن طريق تشكيل العبارة وتركيبها المميز
يقول دانتى في الكوميديا :
إن الكتابة يمكن أن تكون ذات معان أربعة :
أ- المعنى اللفظى الذي تدل عليه الكلمات
ب- المعنى الخفي الذي يختفي فيه المعنى الحقيقي
ج- المعنى الأخلاقي الذي يكرسه المعلمون في نفوس التلاميذ
ء- المعنى الروحاني الذي يعلو على الحواس
ب - المتن :
أما المتن فهو ماتقدمه لنا اللغة .. وهو قلب القصيدة وكنز أسرارها الذي يقوم على :
!- بنية اللغة الشعرية :
من حيث الثنائيات الضدية مثلا ( الحب شمس مضللة ) ... المعجم الشعري _ المفارقات اللفظية
حيث تتجرد الألفاظ من دلالاتها المعجمية لتدخل دلالات جديدة
أما كيفية قراءة المعجم الخاص بالشاعر فتكون بمتابعة الألفاظ المستخدمة إلى جانب متابعة ترتيبها .
ب - بنية الصورة الشعرية
وهى تشتمل على عناصر التكثيف _ التفاعل النصي - استخدام الرمز والأسطورة في النص
فالنص الجيد يحتاج إلى زوايا نظر مختلفة ولقراءات متعددة تحاول أن تفيض على دلالاته
ذلك لأن الكتابة لاتحدث بشكل معزول أو فردي .. إنها نتاج تفاعل لايُحصى من النصوص المخزونة في باطن المبدع .
ومن هنا يحدث مايسمى بالتناص أي التعالق بين النص والنصوص السابقة

يقول ابن منظور في " أخبار أبي نواس " :
كان أبو نواس قد استأذن شيخه خلف في نظم الشعر فقال له : لا آذن لك حتى تحفظ ألف مقطوع للعرب فغاب وحضر إليه قائلا حفظتها .. فقال : أنشدها ؛ فأنشد أكثرها ... ثم سأله أن يأذن له في نظم الشعر ... فقال له لا آذن لك حتى تنساها كأنك لم تحفظها ؛ فذهب إلى بعض الأديرة وخلا بنفسه حتى نسيها ثم حضر إليه ؛ فقال له خلف : الآن أنظم الشعر . "

3 - بنية الايقاع الشعري :
وهي تشمل الوزن - القافية - التكرار - الايقاع الداخلي
فلا يقتصر الايقاع في النص الشعري على العروض ( الوزن والقافية )
إنما ثمة موسيقى أخرى تنبع من أعماق النص من خلال العلاقات التى تربط بين عناصره أو تكويناته الداخلية .
وينشأ هذا الإيقاع من خصوبة اللغة الشعرية المشحونة بالدهشة وصور التضاد والمفارقة والتوتر الذي ينبثق من المناخ الدرامي للنص الشعري .
ومن الجدير بالذكر أن الإيقاع الداخلي ليس خاصا بقصيدة النثر وحدها .
لذلك قيل الوزن أساسه الكلمة بينما الايقاع أساسه الجملة أو الوحدة
فهو خاصية نثرية وشعرية :
صوتيا : كالجناس والتكرار
دلاليا ك كالطباق والتقديم والتأخير

خلاصة ماسبق :
كيف نحكم إذن أو نحدد شاعرية النص ؟
يأتى ذلك من خلال :
1- اللغة الشعرية
2- درجة التخيل
3- الصيغ التشكيلية التى صيغ بها النص
4- المعاني المختفية وراء المعنى في منظور النص
5- موضوع النص نفسه :
حدث انفعالي
أو
حدث تأملي
6- إيقاع النص
7- المفارقات الادهاشية في الجمع بين المتناقضات .
يبقى أن نشير الى مقولة نزار
" الشعر الحديث يُسمع بالعين أي أنه موسيقى مقروءة