عرض مشاركة واحدة
قديم 11-24-2019, 11:16 AM
المشاركة 4
جاك عفيف الكوسا
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: عندما تشيخ الحروف يزغرد القلم

الولادة في حرفك سيدي بداية كبيرة
والحب كان الشراع الذي ساق السفينة إلى شاطئ المصير
حروف جميلة أخ جاك .. تحيتي لك
مودتي لقلم زار كلماتي فجرا ..... منح فحواها ألقا ..... وأبدع في نقدها وصفا .... وترك خلفه أثرا ... وأي أثر ..... تحيتي لصقر حلق فوق عباراتي عاليا وبنظره الثاقب رصد المعاني وانتقاها صيدا ... أخي هيثم ..... ما أجمل ذلك المصير الذي رسمه الصبر بريشة فنان ماهر يعلم كيف يمزج الألوان ...... يعرف درجاتها وتدرجاتها ..... يعرف سحرها وأثرها و تأثيرها ..... الحب كان شراعًا والأمل كان ريحًا وكانت الحكاية ..... البداية اختبأت من عين القدر كانت تخاف أن يلمحها أو يكشف جمالها لذا لجأت إلى التخفي سرا ...... عندما أبحرت السفينة قادها الأمل ....... كانت الأحلام كبيرة كانت الأمنيات كثيرة والصعوبات تحيط بها كما يحيط المحيط بالجزيرة ....... الموت كان جبل جليدي ينتظر في منتصف الطريق لكي يخطف الحلم ..... الحلم كان عملاقا ضخما يسير مسرعا إلى حتفه ...... التوقيت كان ليلا .... نام الإيمان والحذر ...... واستيقظ الشك والخطر ........ غرد العشق فوق هيكل السفينة غنت السماء لحنًا لم تعزفه ريشة على وتر .... تسلق الحب سور السفينة وفرد ذراعيه ليستقبل الحرية بكل صورها .... حرية الحواس حرية التصرف حرية الإرادة حرية الفكر ..... ذلك العشق كانت بدايته مستحيلة ولكنه بدأ ..... كانت نشأته خطيرة تحتاج إلى جنون فكان الجنون ...... تحدى الظروف والمصاعب .... كسر الفواصل ما بين شبح الفقر وقوة المال ....... الأفراح أعلنت انتصارها على الأحزان في سابقة تاريخية لم يسبق لها مثيل ... معجزات ركبت أمواج المحيط ...... حوريات البحر خرجت من الأعماق ..... ولكن الحوت الأزرق كان قلقًا ...... وكأن كارثة على وشك الوقوع ....... تلك الظواهر الغريبة قرأها القدر ..... الليل وشى بالأماني ...... عين القدر رصدت نارا تنبعث من عشق أبدي ولم تكن مياه المحيط قادرة على إخماد ذلك اللهب ..... تآمر الليل مع شريك من سماته الغدر .... إنه الموت ..... الموت لا ينام لا يشعر لا يعشق ولا يكره .... الموت يعيش على الأرواح التي يقطفها ...... وكثيرة الأرواح التي يستعد لحصدها ..... مالت السفينة وكان جبل الجليد في انتظارها .... قنصها .... وابتلع المحيط حطامها وركابها ..... ابتلع أحلامهم وفرحهم ابتلع ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم ابتلع حتى أحزانهم وآلامهم ... وفي النهاية شبع ....... وغص عن ابتلاع قصة حب .... مغامرة عشق تحدت الليل وتحدت المحيط....... واجهت الغدر .... واجهت الخطر ..... هزمت الموت .... وهزمت القدر .....