الحوريات لا تغرق
ثلاث قصص من الأدب المعاصرر الساخر راقتني جدآ وأحببت أن تشاركوني القراء
غسالة
أدار لها ظهره، وراح يحلم بامرأةٍ بيضاء، رشيقةٍ كقطٍ بري، وأنيقةٍ كطاووس، ، ، . المرأةُ العاديّةُ المتعبة: أدارت له ظهرها، وراحت تحلمُ بغسالةٍ جديدة.
في الصباح قالت له: حلمت البارحة أنّك صرت شاباً أبيضَ، رشيقاً كقطٍ بري، وأنيقاً كطاووس، ابتسم وقال: سأشتري لكِ غسالةً جديدة.
المرايا
مرايا كاذبة: قالها الشاب الذي أطلق لحيته ولم يرها.
المرايا حقيرة: قالتها المرأةُ التي تزيّنت ولم ترى أثر الزينة.
المرايا تافهة: قالها المسن (العجوز) الذي صبغ شعره، ولم يرَ السواد.
وحده الباب المقابل للمرآة كان يبتسمُ، وهو يرى خرابيش الأطفال على جسده كلما غابت الأجساد.
الحوريات لا يغرقن
أتساءلُ كلَّ ليلةِ: هل اسمي في دفترها اليومي؟!
وهل يكفي أن أكتبَ لها شيئاً مختلفاً كي أحفّزَ ذاكرتها على الاشتعال!
متناقضانِ حدّ التوافق نحن، يجمعنا بحرٌ وتفرّقنا شواطئ.
أهمسُ لها في حضن موجـــة: "ليتكِ فيَّ تغرقين".
فتهمسُ لي في الثانية: "الحوريّات لا يغرقن".