عرض مشاركة واحدة
قديم 09-02-2011, 03:10 AM
المشاركة 5
أميمة البدري
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أتكون صفحات الدفتر قد شارفت على الانتهاء ؟
أويمكن أن تطوى سنين العمر بين صفحات دفتر المذكرات؟
هي أسئلة ستذروها رياح الخريف القادم على صهوة الانتظار وإيقاع الساعات العتيقة ..
وبين الربيع والخريف مسافة عمر لم تظفر منها هذه المعلمة إلا بذكريات تقبع في قاع دفتر الذكريات ..
وبين نداء الواجب ونبض القلب ضاعت أنوثتها بين عقارب الدقائق والساعات ..
بين الأمس واليوم شروق وغروب ..
فقد كان شروق أيامها لما تفتحت أزهار أنوثتها وامتدّ ربيع عطائها وآنت لحظات بناء العش .. لكنها تغافلت عن لحظات السعادة التي تدق بين ضلوعها .. تجاهلت أحلامها التي سكنتها في غفلة من وقت العمل .. لم تعط فرصة للفارس الذي يحمل مفتاح قلبها ..
لقد حطمت العش من قبل بنائه .. تغاضت عن حدائقها التي كانت تغادرها الحياة حثيثة ..
لقد رمت بربيعها داخل دفتر الذكريات .. وأنـّى للذكرى أن تبني سعادة؟
كان شروق أيامها مكبـّلا بصرامة الوقت .. بأنين الدقائق .. بلهيب اللحظات ... فكانت " سنوات من النجاحات المتتالية .. وشهادات التقدير .. وحسن القيادة .. والإدارة .. والإرادة "
وبين النجاحات المتتالية ينسحب العمر في غفلة من شبابها ...
ومع كل شهادة تقدير تحصل عليها تحترق أوراق الزواج ويذروها غروب كل يوم يمرّ ..
ولحظة بلحظة .. ساعة بساعة .. ينفرط العمر ويهوي إلى قاع الذكريات ..
وهاهي الذكريات تقفز تباعا من دفتر الذكريات بعد أن أكلت الحسرة جزءا كبيرا من قلبها ..
تطلّ علينا الذكريات غير آبهة بالزمن الذي عشقته هذه المعلمة ثمانية وعشرين عاما ..
تقفز الذكريات في خريف العمر الذي توقفت فيه الساعات وتباطأت حتى سمعناها تشكي الزمن
" اليوم كان بطيئاً ... مرّ وقت طويل و لازالت الساعة التاسعة صباحاً .. "
لقد ذوت شعلة الشباب , وسكن الطموح النافر فيها ..
أحرقت فتيل العمر لتبني أجيالا وأجيالا غير آبهة بأزهارها التي تذبل مع كل بذرة تراها تثمر ..
وصلت محطتها الأخيرة وحيدة بعد أن تركت في كل محطة جيلا جيدا يستنير بعقلها ..
احترقت أحلامها وخرجت وحيدة لتستقبل وحدة أكبر امتدت مساحتها مع فتح أول صفحة من كتاب ذكرياتها ..
هاهي تخرج من خضرة الشباب إلى مساحات خريف العمر القاحلة ..
إنها تدخل خريفها بعد أن صنعت أكثر من ربيع ..
إنها دورة الحياة يا معلمتنا التي لا تنتظر الأماني ولا تعطي أكثر من فرصة واحدة ..
سيبقى دفتر ذكرياتك يحفظ شبابك ..
ستبقى آثار العش التي لم تسعي لبنائه نقطة حزن تغلّف صفحات العمر..
ستبقى سنينك الخضر تداوي سنينك العجاف ..
وبين الخضرة والجفاف .. بين الربيع والخريف .. بين شهائد التقدير وعقد القران .. بين الألم والأمل .. بين كل هذا وذاك ستبقى مذكرات هذه السيدة المحترمة تحرقها وتمتعنا .. تكتبها ونقرؤها ..

القاصة المتميزة : أميمة البدري

لقد جادت قريحتك بفصل من حياة هذه السيدة المحترمة والصادقة في مشاعرها حتى أني شعرت بها بين السطور ..
ستبقى الذكريات تكتبنا حتى وإن كنا أضعنا أكثر عمرنا ..

أ . أميمة
عفوا على الإطالة .. وعفوا إن كنت تعسفت على نصك ..

فقط كتبت ما همست لي به ذكريات هذه المعلمة المنسحبة نحو شتاء العمر ..

ودمت بود .



الأديب القدير الأستاذ طارق

قد تكون صفحات دفترها قاربت على الإنتهاء ..
ولكنك هنا قد فاجأتني بهذه القراءة ، والتي تحولت إلى دفتر مذكرات آخر لتلك السيدة ..
والذي رغم قساوة كلماته وحروفه الموجعة يعكس شعورك وتفاعلك وتوجعك معها ..

شكراً جزيلاً للإضافات الجميلة ..
دمت بخير،،،