عرض مشاركة واحدة
قديم 12-14-2010, 07:52 PM
المشاركة 12
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

بكائية من أجل إغناثيو سانشيز ميخِيّاس(4 أجزاء)






(ج2)




بوق زنبقٍ في منبت الفخذين الأخضر (3)



في الخامسة بَعْْد الظُهر


كشموسٍ كانت الجراح تَلهبُ


في الخامسة بَعْْد الظُهر


وكانت الحشود تهشّم النوافذَ


في الخامسة بَعْْد الظُهر


في الخامسة بَعْْد الظُهر


أه، يا لهول الخامسة بَعْْد الظُهر


كانت الخامسة في كلّ الساعات


كانت الخامسة في ظل الأصيل


....


الدم المراق


لا أريد أن أرى دمه


....


قولوا للقمر أن يأتي


فلا أريد أن أرى دمَ


إغناثيو على الرمل


لا أريد أن أرى دمه!


....


القمر مفتوحٌ على مصراعيه


جوادُ السُّحب الساكنة،


وحلبة المنام الرماديّة


ذات الصفصاف مدار الأسيجة


....


لا أريد أن أرى دمَه!


فإنَّ ذاكرتي تشتعل


ابلغوا الياسمين


ذا الزهيرات البيض!


لا أريد أن أرى دمه!


بقرةُ العالم القديم


مرّرت لسانَها الحزين


فوق مخطمِ الدماء


التي يتشرّبُها رملُ الحلبة، (4)


وثيرانُ غيساندو، (5)


كأنما هي موتٌ، حَجَرٌ


تخور كقرنين من الزمن


سئمةً من وطء الأرض


لا


لا أريد أن أرى دمه!


....


عبر الدرجات يتجّه إغناثيو صُعداً


وجلُّ موتِه فوق ظهره


كان يبحث عن الفجر


لكن الفجر لم يطلع


يتشوّف إلى طَلالَتِه الواثقة


فيضلّه المنام


كان يبحث عن جسده الجميل


فوجد دمَه المفتوح


لا تقولوا لي عليّ أن أرى الدّمَ!


لا أريد أن أتحسسَ الشُّخْبَة


الفاقدة كلَّ مرّةٍ قوّتها؛

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)