الموضوع: شرك الموساد ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-06-2018, 12:51 AM
المشاركة 74
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
ويبدو الهدف الحقيقي من فتح هذه الملفات أن الكاتب يُعرّي المواقف بكل جرأة . .ويكشف عن أعمق مواطن الخلل في الذهنية العربية . . التي كانت تقود الأمة خلال تلك الفكرة .. بغية التوصل الى أهداف جديدة. . وتحديد نظريات فكرية مبتكرة.. تتلاءم مع الواقع المعاصر الذي يعاني الاضطهاد .. والقهر.. ويستباح من قبل أعداء أمتنا.

وكذلك . . إنه تراثنا السياسي بكل ما ينوء به من ظلال الفساد أو الجريمة. . علينا أن نتفحصه. . وننقب في أوراقه الصفراء لدراسة الشخوص . . وأفكارها. . وأحلامها. . ومدى انتماءها الى الوطن والعقيدة والذات. .

إن القضية هنا هي إعادة بناء الذات من الداخل. . فقد تحطمت معاني في داخلنا. . وتهدمت أحلام جميلة . . وأصبحنا الآن نصافح الأيدي المخضبة بدماء شهداء الحروب. . ونتحاور معهم. . ولكن هناك خلف الحوار ما زالت كلمات تنزف. . وفي العيون ما زالت تبرق نوايا خفية تحلم أن تلتهم الشطآن والضفاف وتبيد في أعماقنا وردة النضال والتمرد والثورة. .ولذلك . .

نحتاج الى إعادة بناء الذات العربية. .وأن نُعمق هذي العلاقات الإنسانية بين العرب وأخيه العربي. .حتى يصبحا معاً قوة روحية ومادية في مواجهة الآخر المتحفز للانقضاض دوماً.

إن الكاتب يسرد الوقائع. . أموال . . دماء . . اغتيالات . . مطامع عدو يحيا في حياتنا. . ويحاول أن يزحف الينا ويغزو الفكر. . ويخلخل البنى الاقتصادية ويدمر الكيان الاجتماعي ويسلبنا هويتنا.

وقد يلجأ في ذلك الى تحويل الإنسان كشيء يُباع ويُشترى ويتاجر في أحلام الآخرين . . حتى يتلصص على إنجازاتنا الحضارية وقدراتنا العلمية ويخرب حتى النهاية.

ربما سقط البعض في براثن تلك الشباك الجاسوسية للموساد الإسرائيلي . . ولكن هناك من يقف يفكر . . ويتأمل . . ويتدبر . . ويناضل ضد القمع الإسرائيلي والفكر المخرب.

إن الكاتب قد تخصص حقاً في تسجيل قصص الجاسوسية . . وتميز ببراعة أسلوبه الشيق والتحليل الدرامي للأحداث. . وكذلك الصدق في التوثيق وطرح الرأي المستنير والفكرة العلمية الجديرة بالدراسة والبحث.

وهنا في هذه القصة الدرامية الخطيرة . . يشهر الكاتب سيف الإدانة ليس الى الموساد الإسرائيلي وحده . . وإنما أيضاً الى بعض الأنظمة العربية. . التي تمارس سيطرة القمع على أبناءهها فتشق بذلك جسور الولاء . . وتحطم في الروح قوى الانتماء العريق. . فيصبح الفرد مشوه الروح.. مجهول المستقبل . . يمشي في أرض من ظلام وظلم. . ويصبح من السهل أن يبيع ذاته ليس لإسرائيل. . وإنما أيضاً لشيطان الإرهاب والدمار.

الكاتب فريد الفالوجي لا يسرد حكايات الجاسوسية لتشعر باللذة الذهنية . . أو تُسجى وقت فراغك. . وإنما لتصحو . . وتدرك .. وتبحث . .وتعرف . .وتكون على حذر دائماً أن تقاوم في الداخل شياطين الظلم والإرهاب.. لتصبح أكثر قدرة على النضال من أجل وطنك ضد الأعداء في الخارج. ولو حولوا الثرى تحت أقدامك الى ثراء. . فأنت عظيماً في رفضك. . وقوياً في مواجهتك. . وانتماءك الى تراثك. . وأرضك. . وبلادك.

هذا ما يبحث عنه الكاتب أن يعيد الينا صدر الماضي . . وصفحات التاريخ لنتألم. . ونفكر ونتعلم الكثير والكثير.

أتمنى أن أكون قد استطعت تفسير ملامح هذه الكتابات . . التي تعد بحق سلسلة من الكتب السياسية الباحثة في أعماق الإنسان بصورة عامة.

وتحية حب صادقة لهذا المجهود الرائع الذي يثري المكتبة العربية .