دائرة الأيام تعود إلى نقطة الألم
أمي
ذكراك جاءت تطرق باب قلبي
تمد ساعاتها الناعمتين ,, مطالبةً بفتافيت دمع
وعيناي أيبستهما سموم الفراق
أنظر إلى زوايا غرفتي وأراك تومئين إلي بيديك
تعالي يـ ابنتي
أحضاني الدافئة تفتح حنائنها إليك
تعالي يـ ابنتي
أمسح رأسك بعد يتمك
أمي
صوتك يملأ الأمكنة
وأنا أبحث بكل الأرجاء ,, ذهاباً وإيابا
أناديكِ
أين أنت ِ ,, أين أنت ِ
صوت هنا ,, صوت هناك
وصوت يأتي من وراء مسافة بعيدة
إني هنا
أركض بطفولتي المجنونة ,, خلف الصدى الآتي
أعبر ضفاف الاشتياق
أغرق ببحر الآهات
أتمزق بعواصف التيه
وأطير كـ عصفورة مجروحة ,, بين سماء النواح
الصوت يأتيني ,, من تحت حجارات رسمتها ألوان الرحيل
أجلس قرب أرض صامتة
وقبر احتضن روحك
قبل احتضان روحي
أمي
ها أنا قربك أقرأ ما تيسر لي من آيات البكاء
أغرف بيديّ ترابات أحرقها شعاع الشمس
ألطـّخ وجهي بغبار الفراق
أشكو إليكِ مواجع الحنين
ومآسي السنين
ويأساً مرّد قلبي
أستغيث بحنانك الماضي ,, بصوت يكاد أن تخفيه العبرات
من أين تأتيني القدرة ,, وتمدي إلي يديك
لتمسحي الدمع من عيون آيلة للسقوط على قبرك
أمي
أشعر بالاختناق
أشعر بالفراق
مؤصدة أبواب حياتي
ودعائي الدائم في كل صلاة أصليها
أن يحين
مماتي
في ذكرى وفاة أمي
كتب قلبي أنيناً
بقلمي
غادة الشيباني