عرض مشاركة واحدة
قديم 09-09-2016, 02:39 PM
المشاركة 3
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قراءة في قصيدة " طفولة الحرمان - اليتيم " للشاعر فؤاد الزهيري :

*يقول الشاعر فؤاد الزهيري انه كتب هذه القصيدة لتعبر عن مكنونات اليتيم بشكل عام رغم انه يتحدث فيها عن تجربته الذاتية مع اليتم وما ارتبط بتلك التجربة من مرارة والم وشعور بالحرمان كما جاء في العنوان الذي أسس لجو النص حيث يدرك المتلقي من مطلع القصيدة وعتبتها انه بصدد رحلة مع الالم والحرمان الناتج عن اليتم كما اختبره الشاعر بذاته فنقل لنا تلك التجربة المريرة في هذه القصيدة التي تقطر ألما ...
مطلع القصيدة :

خيوط ثوب الليل من أحزاني
اليتم حاك نسيجه فكساني

يا له من بيت شعر ويا له من مطلع قصيدة ، كأن الشاعر هنا يقول بان الليل لا يأتي بسبب غياب الشمس وانما جاء كنتيجة لذلك الحزن الذي اصابه ولفه حين وقع في اليتم، فقد صور الشاعر العتمة على شاكلة ثوب خيوطه مصنوعة من الأحزان احزانه هو ، يرتديه الليل الذي أنسنه الشاعر وجعله وكأنه يرتدي ذلك الثوب الاسود المظلم المعتم ، كما ويخبرنا الشاعر ان الذي حاك ذلك الثوب ليس الا يتمه هو وهنا أيضاً ينسن الشاعر اليتم فيجعل الليل كأنه انسان يرتدي ثوب ، واليتم انسان يحيك ذلك الثوب الذي خيوطه من الأحزان التي إصابته كنتيجة ليتمه. وكأن الشاعر يشبه اليتم بمثل ذلك الثوب المصنوع من خيوط الحزن ويقول انه يرتدي ذلك الثوب من الحزن، وكأن الشاعر يرى نفسه وقد توحد مع الليل فارتدى كلاهما ثوبا من الظلمة والعتمة خيوطه مصنوعة من الحزن الذي اصابه كنتيجة ليتمه.
والانسنة التي لجأ اليها الشاعر هنا جعلت المتلقي يشعر وكأنه يتعامل مع كأئنات حية واحد ينسج وواحد يرتدي ثوبا مما منح البيت حياه وجعله عظيم الأثر على نفس وعقل المتلقي. ولا شك ان هذا البيت بليغ في حبكته وبليغ في اثره ومعناه، ويمكن قراءته على اكثر من وجه هذه احدها .

.