عرض مشاركة واحدة
قديم 03-08-2016, 09:37 PM
المشاركة 311
هند طاهر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
حواء
ماذا أَقولُ الْيَوْمَ يا حَوّاءُ *** لَوْ لَمْ تَكوني ما شَدا الشُّعَراءُ
لَوْ لَمْ تَكوني لَمْ يُغَرِّدْ بُلْبُلٌ *** أَوْ رَدَّدَتْ أَلْحانَنا الْبَطْحاءُ
مِنْ أَجْلِكِ الْأَقَلْامُ تَسْكُبُ شَهْدَها *** كَمْ مِنْ يَراعٍ أَلْهَمَتْ حَسْناءُ
لَوْلاكِ أَصْبَحَ شِعْرُنا سَجْعًا وَكَمْ *** سَجَعَتْ لِجَذْبِ السّامِعِ الْخُطَباءُ
لَوْلاكِ آدَمُ لَمْ يَكُنْ بِخَليفَةٍ *** في الْأَرْضِ لَوْ في قَلْبِهِ الْأَسْماءُ
أَنّى لِآدَمَ أَنْ يُعَمِّرَ وَحْدَهُ *** أَرْضًا بِها أَبْناؤُكِ الْخُلَفاءُ
أَنْتِ الرَّبيعُ وَكُلُّ غُصْنٍ مُثْمِرٍ *** وَلَآدَمٌ لَوْ تَعْلمينَ شِتاءُ
ما نَفْعُ أَمْطارٍ هَمَتْ إِنْ لَمْ يَكُنْ *** حَقْلٌ لَنا أَوْ رَوْضَةٌ غَنّاءُ
ماذا أَقولُ الْيَوْمَ يا حَوّاءُ *** وَبَنوكِ أَسْرى الظُّلْمِ أَوْ شُهَداءُ
أُمَّ الشَّهيدِ لَكِ الْقَصائِدُ تَنْحَني *** لِتُقَبِّلَ الْأَقْدامَ يا خَنْساءُ
أُمَّ الْأَسيرِ حُروفُ شِعْري قَصَّرَتْ *** في حَقِّ مَنْ هِيَ قَلْعَةٌ شَمّاءُ
وَإِلى شَهيدَةِ مَسْجِدي الْأَقْصى رَنا *** قَلَمي وَقَدْ دَهَمَ الْحُروفَ بُكاءُ
خَضَبَتْ يَدَيْها وَالْأَكُفَّ كَأَنَّما *** دَمُها بِمَسْرى الْمُصْطَفى حِنّاءُ
ماذا يَقولُ الشِّعْرُ فيمَنْ رابَطَتْ *** في الْقُدْسِ إِذْ يَتَفاصَحُ الْفُصَحاءُ
ماذا تَقولُ قَصيدَةٌ في ثَغْرِها *** مِنْ هَوْلِ ما يَجْري بِأَرْضي ماءُ؟
كُلُّ الْقَصائِدِ لا تُوَفّي حَقَّها *** وَجَميعُ أَلْحاني بِها بَكْماءُ
ماذا أَقولُ الْيَوْمَ يا حَوّاءُ *** وَالْكَوْنُ تَغْزو قَلْبَهُ الظَّلْماءُ
مَظْلومَةٌ في الشَّرْقِ أَنْتِ فَكَمْ بَكَتْ *** مِنْ جَوْرِ أَشْباهِ الرِّجالِ نِساءُ
مَظْلومَةٌ في الْغَرْبِ أَنْتِ وَقَدْ غَدا *** يَلْهو بِحَسْناواتِهِ السُّفَهاءُ
لَمْ تُعْطِ حَوّاءَ الْحُقوقَ جَميعَها *** إِلا شَريعَةُ أَحْمَدَ السَّمْحاءُ
مَنْ قالَ "رِفْقًا بِالْقَواريرِ" اهْتَدى *** بِهُداهُ في رِفْقٍ بِها الشُّرَفاءُ
وَاللهُ قَدْ سَمِعَ الَّتي تَشْكو لَهُ *** زَوْجًا بَدَا مِنْهُ أَذىً وَجَفاءُ
ما كانَ ظُلْمُ الْغيدِ حُكْمَ شَريعَتي *** لكِنْ طَغى وَتَجَبَّرَ الْجُهَلاءُ
فَلْتُرْجِعوا كُلَّ الْحُقوقِ لِأَهْلِها *** وَلْتُنْصِفوا حَوّاءَ يا فُقَهاءُ
الظهران، 8.3.2016 جواد يونس



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة






المـرء ضيف في الحــــياة وانني ضيف


كـــــــــذلك تنقــــــضي الأعمـــــــــار،


فإذا أقمــــــــت فإن شخصي بينكــــم




وإذا رحلت

فكلمــــــــتي تذكـــــــــــار