عرض مشاركة واحدة
قديم 10-28-2013, 03:39 AM
المشاركة 17
عماد تريسي
من ملوك الأدب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لسْتُ أدْرِي أنا المُغَرِّدُ في الرَّوْضِ=حَزيناً على الأَليفِ المُغادِرْ؟!
مَن أَنا؟! قَبْلَ أَنْ أَكونَ مِن النَّاسِ=شَجِيّاً بما يُثِيرُ الخواطِرْ؟!
مُنْذُ أن كنْتُ في القِماطِ.. دِمائي=قائِلات تَوَقَّ عَصْفَ المخاطِرْ!
وبدا لي صِدْقُ المقالِ.. صَبِيّاً=وَفتِيّاً يَطْوِي السِّنينَ الهواصِرْ!
ثُمَّ شيخاً بَلا الزَّمانَ فأَبْلاهُ=وأَبْلا يراعَهُ والقماطِرْ..!
لم يَعُدْ باقِياً له سوى الحَشَفِ=البالي ومِن حَوْلِه الحَوالي النَّوامِرْ!
لَتَخيَّلْتُ أنِّي كنْتُ من قَبْلُ=عَظِيماً مُسَوَّداً في العشائِرْ..!
وله صَوْلَةٌ.. وفيه مَضاءٌ=يَتَحدَّى بها اللَّيُوثَ الكواسِرْ!
هكذا ظَلَّ فَتْرَةً.. ثم أَمْسى=بَعْدَها مضغة الجُدُود العَواثِرُ!
يَتَدَهْدى بَيْن الأَنامِ.. فهذا=يَتَّقِيهِ. وذاك يَرْثي المصائرْ!
ومَضَتْ فَتْرةٌ عليه فَأَلْفى=نَفْسَه ثاوِياً بإِحْدى الحظائِرْ!
وتمادى الزَّمانُ في سَيْرهِ الرَّاكِضِ=قَرْناً مِن بَعْدِ قَرْنٍ طَوِيلِ!
فإِذا بي أَغْدو هِزَبْراً بِرَغْمي=ذا نيُوبٍ.. ومخلب قتال!
كانَ قَلْبي رِخْواً فَعادَ صَلِيباً=لا يُبالي بِرُشْدِهِ والضَّلالِ!
يَنْهَشُ الوَحْشَ والأُناسَ=ولا يَحْفَلُ إلا بالزَّوْجِ والأَشْبَالِ!
كم تَلَذَّذْتُ بالفَرِيسَةِ تَغْدُو=في فَمِي مَطْعَماً بِهَوْلِ اغْتِيالي..!
وتَحَوَّلْتُ بعد ذلكَ صَقْراً=جارِحاً يَذْرَعُ السَّماءَ اقْتِحاما!
فإذا ما رآهُ طَيْرٌ تَوَلَّى=خِيفَةً مِنْه أَنْ يكونَ طَعاما!
وهو يَنْقَضُّ كالمنَايا على الطَّيْرِ=وقد يُورِدُ الظِّباءَ الحِماما!
أَتُراهُ يَرى الرزايا فَمَا يَرْحَمُ=رُزْءاً؟ أَمْ أَنّه يَتَعامى؟!
تَحْتَنا النَّخْلُ والأَزاهِيرُ والماءُ=ومِن فَوْقِنا صَفاءُ السَّماءِ!
غَيْرَ أَنَّا نَخافُ من جارحِ الطَّيْرِ=ونَخْشى التَّحْلِيقَ عَبْرَ الفضاءِ!
آهِ. لَوْلا الصّقُورُ تَنْقَضُّ بالموْتِ=على البُلْبُلِ الشَّجِيِّ الكئِيبِ!
بُلْبُلاً ناعِماً.. وما يَعْرِفُ الخَوْفَ=ولكِنْ ما كانَ هذا نصيبي..!
قَدَري شاء أَنْ لأَعُودَ إلى العَيْش=كما كنْتُ آدِميّاً.. لَهِيفا!
لأَرى حَوْليَ المآثِرَ تُقْصِيني=وتُدْني لها اللَّبِيبَ الحصيفا..!
وأنا أَشْتَهِي المآثِرَ لَوْلا=أَنَّني لم أَكُنْ أَمِيناً عفيفا..!
يا حَياتي لو أَنَّني أَمْلِكُ الحوْلَ=لما كُنْتُ مُسْتَكِيناً ضَعِيفا!
فَلَعَلِّي أَنالُ يَوْماً من القُوَّةِ=ما يَجْعَلُ الصَّفِيقَ شفيفا
.

.
.


لأنَّ الحزن هو أبو الوحي , فإنَّني لا زلتُ أبرّه !

فإن ذوتْ سنابله يوماً, رويتُه باستذكار جرحٍ آخر .

.....