عرض مشاركة واحدة
قديم 10-28-2013, 03:37 AM
المشاركة 15
عماد تريسي
من ملوك الأدب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بشْرى وأنتِ أَحَبُّ بُشْرى=إنِّي لأَنْشُقُ منكِ عِطْرا!
كالوَرْدَةِ الفَيْحاءِ من الرَّوْضِ=النَّضير كنَجْمَةٍ تَخْتال كِبْرا..!
سَمْراءُ تَحْسَبُها العُيونُ=إذا رأَتْها التَّمَّ بَدْرا..!
يُرْضِيكَ منها ما اسْتَبانَ=كما يَشُوقُكَ ما اسْتَسَرَّا!
يا مِصْرُ كم أَوْلَيْتِنا=مِنَنا فَنَحْن نُحِبُّ مِصْرا!
يالَ الجمالِ المُسْتَطِيلِ بِسِحْـ=رِهِ طَوْعاً وقَهْرا…!
القلْبُ يَشْكو مِن هواهُ=يُذِيبُهُ والعَيْنُ سكْرى!
لا تَرْشُقيني بالسِّهامِ=فإنَّ لي في الحُبِّ عُذرا!
أَوْ تُسْدِلي دُوني السِّتارَ=فما أَطِيقُ اليَوْمَ سِتْرا!
قدَري فقد ودَّعْتُ دُنْيا=الحُسْنِ.. وُجْداناً وفِكْرا!
ومَضى اليَراعُ يُشِيحُ=عنها واجتوى وَرَقاً وحِبْرا!
لا هَمَ لي في الغِيدِ بَلْ=أَمْسَيْنَ لي أَطْيافَ ذِكْرى!
ورأَيْتُها يَوْماً.. رَأَيْتُ=وَسامَةٌ. ورأَيْتُ طُهْرا!
لَيْسَتْ كباقي الغِيدِ حُسْناً=باهِراً.. يَفْتَنُّ سِحْرا!
يُخْفي القُيُودَ وراءَ رِقَّتِهِ=ويُبْدي اللُّطْفَ مَكْرا!
لكِنَّها كانتْ مَلاكاً=يَمْلِكُ الحُسْنَ الأَغَرّا!
ويَضُمُّ في بُرْدَيْهِ عِلْماً=يَزْدَهي.. ويَضُمُّ فَخْرا..!
لَذَهِلْتُ منها وازْدَهَيْتُ=بِكُنْهِها سِرّاً وجَهْرا..!
فَكَّرْتُ في الرُّجْعى إلى الحُبِّ=الطَّهُورِ.. وكان أَحْرى!
لاقَيْتُ رِبْحاً بَعْدما=جَرَّبْتُ ما قد كانَ خُسْرا!
يا مُنْيَةَ الفِكْرِ الشَّغُوفِ=لقد أَحَلْتِ العُسْرَ يُسْرا!
نُذُري اللَّواتي قد عَبَثْنَ=بِمُهْجَتي.. أَمْسَيْن بُشْرى!
يا جَنَّتي العَذْراءُ بُلْبُلُكِ=المُغَرِّد شادَ وَكْرا!
مِن حَوْلِه الأَزْهارُ تَعْبِقُ=والغَدِيرُ يَسِيلُ. والأَنْغامُ تَتْرَى!
أَفَلا أَكُونُ به السَّعيد=وقد أطِبْت له المَقرَّا؟!
إن كانَ حُلواً في المَذاقِ=يَلَذُّني.. أَوْ كانَ مُرَّا..!
ولقِيتُ مِنه نُحاسَهُ=صَدِئاً. ومنه لَقِيتَ تِبْرا..!
فاهْنَأْ بِحُبِّكَ تَصْطَفِيه=ويَصْطَفِيكَ اليوم ذخرا..!
فلقد أَشَدْتَ بِما شَدَوْتَ=لِمن رَضِيتَ هَواهُ قَصْرا!
هذا القَرِيضُ المُسْتَفِيضُ=تروضه مَدّاً وجَزْرا!
أَغْلا وأَنْفَسُ من كُنُوزِ=الماسِ والإِبْرِيزِ.. قَدْرا!
المَجْدُ لِلشِّعْرِ الرَّفيعِ=وقد مَهَرْتَ الحُبَّ شِعْرا!
أحَبِيبَةَ الغِرِّيدِ في العَلْياءِ=هَلاَّ قُلْتِ لِلْغِرِّيدِ شُكْرا؟
.

.
.


لأنَّ الحزن هو أبو الوحي , فإنَّني لا زلتُ أبرّه !

فإن ذوتْ سنابله يوماً, رويتُه باستذكار جرحٍ آخر .

.....