الموضوع: التهويدة
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-25-2017, 02:24 PM
المشاركة 28
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ننتقل الى قراءة الجزء الثاني من هذا النص الجميل والغامض الى حد ما. طبعا ربما لا يمكننا معرفة سر تقسيم النص الى ثلاثة اجزاء. وقد يكون هذا الجزء الثاني من القصة سفر مع الحبيبة كما يقول الاستاذ ياسر وقد يكون حلم اخر في وقت اخر راه بطل النص وسبب قول ذلك هو تكرار كلمة " لم اعد اتذكر".
اقتباس
" ......
دولابي الخشبي أصبح يحمل ثيابا أوسع مني, وغرفتي معلق على أحد جدرانها صورة ذئب شاب يرتدي بزة ملازم, وعلى سريري بعض الشعر المتناثر..
بالخارج لم أعد أتذكر.. كل تلك الأشياء الصغيرة, كالورقة المكورة الملقاة في الشارع, كالموجة الصغيرة, التي من بين ملايين الأمواج ارتمت على أصابع قدمي, كربطة شعرها حينما خطفتها الهبائب, فتعلقت على مقود دراجتي قليلا, لتخطفها هبة أخرى, لتكمل طريقها إلى حيث لا أدري.".


وان اخذنا بقول الاستاذ ياسر بان هذا الجزء من النص بانه سفر مع الحبيبة فهذا يعني ان بطل النص يندب حظه في هذا الجزء من القصة على فقد اخر.

فهو لم يفقد الام فقط في الطفولة المبكرة التي رحلت الى غير رجعة، ولكنه في وقت لاحق فقد الحبيبة ايضا، فايقظ هذا الفقد جرحه من فقده الاول وعمق جرحه وكان له اثر عظيم على بطل النص.

فها هي الملابس صارت اوسع منه وذلك كناية على حالة الكآبة التي اصابت بطل النص على اثر الفقد، فلم تعد له رغبة في الاكل وبالتالي فقد الوزن، وصارت ملابسه اوسع منه كنتيجة لفقدان الوزن.

اما جدار الغرفة فمعلق عليها صورة لشاب في ريعان الشباب يتدفق حيوية ونشاط وعنفوان وكأنه ذئب متحفز في طاقته وحيويته خاصة انه صاحب رتبة ملازم في الجيش او الشرطة، وهذا استثمار جميل للتضاد قصد منه القاص تضخيم حالة البؤس التي اصابت بطل النص كنتيجة للفقد الذي اصابه في حبيبته هذه المرة فصار هذا حاله.

وما يؤكد على حالة الفقد تلك الاشارات التي ساقها القاص وتوحي بان ذلك المنزل كان فيه حبيبة او زوجة ذهبت مع الريح وخلفت خلفها على السرير بقايا شعر متناثر.

يتبع...