الموضوع: التهويدة
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-13-2017, 09:08 PM
المشاركة 21
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وفيما يتعلق
بالشخوص
نجد ان في القصة شخصية محورية رئيسية واحدة على الاقل وهي الراوي للحدث وبطل النص ذلك الشخص الذي يبدو انه فقد امه في الطفولة المبكرة، وعانى الكثير من ذلك الفقد وعاش في صراع نفسي كنتيجة لتجربة الفقد وتشكلت لديه رغبة عارمة مكبوتة للاستماع الى تهويدية امه الهامسة، وتم له ان استمع من جديد لتلك التهويدة لكن عبر حلم رءآه حيث يخبرنا علم النفس ان الأحلام في معظمها تعبير عن رغبات مكبوتة. ونجد القاص يقدم لنا بعض المعلومات عن هذا البطل فهو يقف امام باب المنزل ثم يتحرك برفقة عملاق النسمات الى سكة القطار حيث البوابة التي تنفتح على السماء ليستمع من جديد بعد انقطاع طويل الى تهويدة امه.
كل هذا يؤشر الى ان القاص يدرك ادوات القص الجميل وقد اهتم في بناء شخصية البطل وجعلها نامية متطورة. خاصة انه يبدأ حديثه عن فترة الطفولة ثم ينتقل بنا الى سن لاحقة شاهد فيها البطل ذلك الحلم، وهذا الوصف والتطور الحاصل في شخصية البطل يجعلنا نقول بان القاص احسن رسم هذه الشخصية المحورية وجعلها دائرية round character .لا بل لقد ارتسمت هذه الشخصية في ذهن المتلقي وكأنه شخص حقيقي واقعي نعرفه ونتعاطف معه ونتفاعل مع ما يكابده من الم الفقد والصراع الداخلي الذي عبر عن نفسه بذلك الحلم العجائبي.
وفي النص أيضاً شخصيات ثانوية وهي شخصية الام وشخصية العملاق ورغم انها تلعب دورا مهما في النص لكنها تظل شخصيات مسطحة لا نكاد نعرف عنها الكثير وليست نامية متطورة على شاكلة شخصية البطل.
وهناك ايضا شخصيات الحيوانات التي شاهدها البطل على جوانب الطريق وهو برفقة العملاق وهي ايضا شخصيات ثانوية لكنها تؤدي دورا حيويا في النص. ولا شك ان القاص نجح في بناء شخوصه وبما يلبي احد شروط الكتابة القصصية الناجحة.
ويبقى ان نتعرف في الأجزاء المتبقية ان كان القاص قد تحدث عن شخوص اخرى ام انه اقتصر في قصته باجزائها الثلاثة على هذه الشخصيات المذكورة .

يتبع