عرض مشاركة واحدة
قديم 09-17-2013, 05:46 PM
المشاركة 1507
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
حتى امير البزق طلع يتيم

يتيم في سن الثانية

أمير البزق العازف محمد عبد الكريم


محمد عبد الكريم
أمير حوّل البزق إلى شيطان
عبد الله القصير

يتفق جميع الموسيقيين والنقاد على أن البزق لم يشهد أيام عز كالتي شهدها بين يدي أميره محمد عبد الكريم، حكاية طويلة قصها ذلك العازف القصير القامة، دوّنها بنَفَس العمالقة، فأبدع عازفاً ومؤلفاً وملحناً ومطوراً لآلته. كان أحد الأمراء الثلاثة (أمير الشعر: أحمد شوقي، أمير الكمان: سامي الشوا، أمير البزق: محمد عبد الكريم).
ففي حي الخضر الشعبي في حمص بدأت القصة، كان والده علي مرعي من أمهر عازفي العود والبزق، tكان بابه الأول إلى عالم النغم، وعندما توفي الأب عام 1913، تولى أخوه مهمة الوالد، فألحقه بمدرسة ابتدائية في «باب السباع»، ونذر نفسه لتعليمه العزف على البزق حتى برع فيه، فشكلا ثنائياً موسيقياً (عود بزق) نال قسطاً كبيراً من الشهرة في حمص.
في الرابعة عشرة من عمره، أصيب إصابة بليغة في ظهره إثر حادث عنيف، سبب له عاهة دائمة، احدودب ظهره نتيجة لها، وتوقف نمو جذعه، ومنذ ذلك التاريخ هجر المدرسة واهتم بالعزف على البزق اهتماماً خاصاً حتى غدا عازفاً لا يجارى، وغدت سهرات أهل الطرب في حمص وأفراح بيوتاتها لا تستقيم إلا بعزفه الخلاق.
أمير البزق محمد عبد الكريم موسيقي.. وهو عازف البزق السوري الشهير (البزق الألة الموسيقية المعروفة في سوريا)

أمير البزق (1911 -1989)
ولد محمد عبد الكريم عام 1911م في حي الخضر الشعبي بمدينة حمص وسط سورية من أسرة تعشق الموسيقا فوالده علي مرعي كان عازفاً على آلتي العود والبزق، ويعتبر والده أستاذه الأول في الموسيقا، [COLOR="rgb(255, 0, 255)"]وبعد وفاة والده تولى أخوه سليم رعايته فألحقه بالمدرسة الابتدائية في حمص[/COLOR]، وكان يصحبه معه إلى الأفراح ليعزف على بزقه، وانتسب إلى نادي الميماس عازفاً ضمن فرقته الموسيقية، كما عزف ضمن الفرق الموسيقية التي زارت مدينة حمص وهو من أصول غجرية (نوري) ويزعم بعض التركمان أنه تركماني وهذا ليس صحيح.
في دمشق[عدل]

في العاشرة من عمره انتقل محمد عبد الكريم إلى دمشق مع والدته، وفي دمشق تعرف عليه الدمشقي المعروف فخري البارودي فقدم له كل رعاية ومساعدة، وقدمه للمجتمع الدمشقي، وبسرعة استطاع أن يفرض نفسه عازفاً متميزاً على البزق، وفي بداية نشاطه كانت مع فنان خيال الظل أبي شاكر الذي كان يقدم عروضه في مقهى النوفرة، وكان محمد عبد الكريم يرافقه في العزف على البزق، ثم بدأ يعزف ضمن فرق دمشق الموسيقية، وانطلق يقيم الحفلات الموسيقية على آلته، وخلال ذلك أخذ ينهل من المعارف الموسيقية العربية والغربية.
أمير البزق[عدل]

في رواية في بغداد, وفي رواية أخرى في باريس استمع الملك فيصل ملك العراق إلى عزف محمد عبد الكريم في حفلة، فأعجب به, ووصفه بأنه أمير العزف على آلة البزق. فطلب منه محمد عبد الكريم (فرماناً) يشير إلى ذلك، فأصدر فيصل امراً ملكياً بتسمية محمد عبد الكريم اميراً لآلة البزق. ولا تزال هذه الصفة ترافق اسمه حتى اليوم وعزف أمير البزق في بلاد كثيرة حيث جاب المدن السورية دمشق وحمص وحلب وحماة وغيرها من المدن السورية وفي بغداد وبيروت والقاهرة والقدس وباريس ولندن ومدن ألمانيا وإيطاليا وغيرها.‏‏
رحلاته[عدل]

أولى رحلاته كانت إلى حلب حيث أقام فيها العديد من الحفلات التي انتزع فيها إعجاب ذواقة حلب، وبدأ فيها أولى خطوات التلحين، حين لحن أغنيته (ليه الدلال وأنت حبيبي) وغناها بصوته، وخلال زيارته إلى حلب تعرف على الموسيقي كميل شامبير الذي دعاه إلى القاهرة. وفي عام 1925 زار أمير البزق القاهرة ودامت زيارته سنتين حيث تعرف على أقطاب الموسيقا فيها مثل محمد القصبجي وزكريا أحمد وداوود حسني ومحمد عبد الوهاب، وأحيا العديد من الحفلات، وعرض عليه (ليتوباروخ)وكيل شركة أوديون الألمانية للاسطوانات السفر إلى ألمانيا لتسجيل عدة اسطوانات. وفي عام 1927 سافر إلى ألمانيا بادئاً جولة أوروبية، فأحيا فيها العديد من الحفلات، كما سجل لشركة أوديون خمس اسطوانات تضمنت مجموعة من المقطوعات الموسيقية والارتجالات.
ومن ألمانيا اتجه إلى فرنسا حيث أحيا العديد من الحفلات نال فيها إعجاب الفرنسيين قبل العرب. وفي إيطاليا انتزع إعجاب الإيطاليين خاصة عندما عزف على بزقه لحنين شعبيين لمدينة نابولي وبعد عودته من أوروبا تنقل بين المدن السورية ليقيم الحفلات، كما زار بيروت والتقى فيها عازف البزق اللبناني محيي الدين بعيون أشهر عازفي البزق في الوطن العربي آنذاك، والذي أبدى إعجابه بأمير البزق.
وفي مطلع الثلاثينيات سافر محمد عبد الكريم إلى القدس، وتعرف على كبار الموسيقيين الفلسطينيين مثل يوسف بتروني ويحيى السعودي وروحي خماش ومحمد غازي، لكن زيارته الأهم إلى فلسطين كانت عام 1936 لحضور افتتاح إذاعة القدس، حيث عمل عازفاً ضمن فرقتها الموسيقية، ثم تولى رئاستها، وخلال وجوده في القدس لحن للعديد من المطربين الفلسطينيين مثل فهد نجار وماري عكاوي ومحمد غازي، وعند افتتاح إذاعة الشرق الأدنى في يافا حضر افتتاحها ووضع لها شارتها الموسيقية، كما شكل فرقتها الموسيقية وتولى رئاستها.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، سافر أمير البزق إلى لندن لإحياء بعض الحفلات وتسجيل بعض الاسطوانات، ومن لندن عاد إلى القدس ليتعلم التدوين الموسيقي على يد يوسف بتروني، كما وضع ألحاناً جديدة لمحمد غازي وماري عكاوي ليعود بعدها إلى دمشق ويمارس نشاطه الموسيقي في نادي دمشق الموسيقي، وفي إذاعة دمشق المحلية وعند جلاء المستعمر الفرنسي عن سورية.
كان محمد عبد الكريم من أوائل من شاركوا في احتفالات الجلاء في سورية، وعند افتتاح إذاعة دمشق الوطنية وضع شارتها الموسيقية وعمل ضمن فرقتها الموسيقية، وتابع إبداعاته الموسيقية في مجال التلحين والتأليف الموسيقي.
وفاته[عدل]

أمضى أمير البزق سنوات طويلة يعمل في إذاعة دمشق، وإذا كانت حياته الفنية غنية، فإن حياته الشخصية كانت متواضعة جداً، فقد أمضى سني حياته الأخيرة في غرفة صغيرة بحي عين الكرش وحيداً في الأشهر الأخيرة من حياته أصيب بمرض شديد، نقل بسببه إلى مشفى الهلال الأحمر، وتوفي فيه بتاريخ الاثنين في الثلاثين من كانون الثاني عام 1989، وشيع في جنازة متواضعة إلى مثواه الأخير.

===

كل يتيم هو مشروع عظيم حسب نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية ادناه: