عرض مشاركة واحدة
قديم 04-24-2013, 03:09 PM
المشاركة 965
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع...عناصر القوة والتأثير في رواية -21- الوباءهاني الراهب

- يطرح فيها هاني الراهبأسئلة هامة وكثيرة لم يجد لها جواباً في الواقع الحياتي عن الديمقراطية والحرية،وموقع المثقف في المجتمع المدني ودوره في عالم تنقرض فيه الثقافة ويقتل الوعيالنقدي.

- تبدأ الحكاية هناك في الشير في تلك الفسحة المربعة بين كتلتين من الجبال. تنتهي آجال، وتولد أجيال، وما بين الولادة والموت فسحة الحياة التي تتلون بألوانيضفيها عليها المناخ والمسرح والآفاق.

- ضمن هذهالأجواء يتنقل هاني الراهب متابعاً دورة الزمان لهذه العائلة السنديانية الآتية منذلك المكان الممتد بين مرابع الصحراء إلى بلاد الشام وزمان ينحدر من السفر برلك إلىيوم حاضر.

- يتتابع الأشخاص، يتغيرون بتغير أماكنهموأزمانهم، يموت أشخاص ويولد غيرهم ويبقى وجه الحياة وحسها الآتي من معانيها قابعاًفي كل حياته.

- شخصيات هاني الراهب ملتبسة وقلقةومضطربة، تعاني القمع والاغتراب والتهميش، وغير قادرة على مواجهة السلطة السياسيةالتي تغتال الإبداع وتصادر حرية الكلمة.

- أخيراً يمكنالقول أن قصص وروايات هاني الراهب فيها الكثير من التفاصيل الزائدة والرموزالسياسية، وتستوعب الواقع اليومي الممل، وذات أبعاد سياسية وفكرية عميقة .

- تصورالتكوين والتشكيل الطبقي والسياسي في المجتمع العربي البطريركي، وتغلب على أرجائهامسحة الحزن واليأس، وتحكي القهر والألم والتفجع لكاتب عربي أصيل أصيب بالخيبةوفقدان الأمل، وعايش الإخفاقات والانتكاسات والهزائم، ومات في رحابالمهزومين.

- استقبل جيل الخمسنات من الفرن الماضي رواية هانيالراهب «المهزومون» بالحماسة والاندفاع، واعتبرها الكثيرون فتحاً في عالم الروايةوخروجاً على الموروث الروائي في تلك الأيام، وفتح باب جديد للإبداع الروائي علىصعيدي الشكل والمضمون.

- كان واضحاً كم كان الراهب متأثراً بتلك الموجة الوجوديةواللاانتمائية التي جاءت من أوروبا.

- استطاع أن يعبر في روايته عن انتشار تلكالأفكار بين الشباب المهزومين الذين يثرثرون في المقاهي ويصنعون الفراغ من الحلمالوجودي، وهو ما فسر يوم ذاك سبب تلقف سهيل إدريس مباشرة لرواية الراهب، ونشرها فيدار الآداب - التي كانت تتبنى التيار الوجودي ـ مبشرة القارئ العربي بميلاد روائيعربي واعد.

- وأثبت هاني بعد ذلك أنه عالم من الإبداع قائم بحد ذاته لا يفتأ يتنقلبين عوالم مختلفة يبرع كثيراً في إعادة بنائها جميعاً، هو الفنان والمهندس الماهرفي التشكيل والبناء».‏

- ابتعد الراهب في "المهزومون" عن الاتباعية والمحاكاة في ميدان الرواية العربيةلينفرد بذاته شاهداً على عصر بدأت فيه تحولات جذرية في المجتمع من أجل صنع مجتمعجديد بصيغ وعلاقات جديدة.

- فها هو بشر بطل "المهزومون" وطالب الجامعة يعلن عن أفكارهالتي في مقدمتها النقمة على المجتمع والثورة عليه، فقد أعلن في أكثر من مكان أنالمجتمع صفر، أي أن البطل يدين المجتمع ككل، يلغيه باعتباره لا قيمة له كالصفر».‏

- هاني الراهب من الروائيين العرب القلائل الذين جددواالسرد الروائي، وحدثوا تقاناته نحو التعبير الاستعاري الشامل عن تأزم الذات العربيةومحن الوجود العربي من خلال تعاضد رؤاه الفكرية مع تعليقاته الوجودية والتاريخية

- فصارت غالبية رواياته مثار وعي بالتاريخ ومدار وعي بالذات إزاء اشتراطات الواقعالمؤسسية.

- في مجموعته الثانية "جرائم دون كيشوت" (1978) صياغة سردية، أقرب إلىممهدات لرواياته وتفكيره الروائي من حيث التزام الواقعية الجديدة وثراء الدلالاتالتناصية وتعدد المستويات السردية كما هو الحال مع قصة "وسوى الضبع" أنموذجاً، فهيمكتوبة ترميزاً عن هيمنة المحتلين والغزاة وتحالفهم مع العدوان الداخلي فيما بينالعرب أنفسهم. فلا سبيل لمواجهة العدوان الخارجي ما لم يواجه العدوان الداخلي قبلذلك.

- ويكرر الراهب في روايته "شرخ في تاريخ طويل" (1969) الموضوع نفسه، وتكادالرواية تشبه لوحات متتابعة لحوارات سياسية وثقافية عن وعي الجيل الجديد وضغوطاتالسلطان السياسي عليه، حتى غدت الرواية مشاهد للجدل العقائدي والفكري والذي يتلفعكثيراً بلبوس وجودي حيناً وتاريخي حيناً آخر، وتلتزم ببعض تقانات الرواية الجديدةالتي مارسها آلان روب جرييه وميشيل بوتور وكلود سيمون.

- لفت الراهب النظر إلى إبداعه الروائي الحديث بقوةفي روايته "ألف ليلة وليلتان" التي وسع استخدام تقاناته الروائية الجديدة فيها،ولاسيما الشاعرية والكثافة وانفتاح المنظور السردي على مصراعيه لتعدد مكونات الفضاءالروائي من الواقعية إلى المرجعية التاريخية».