عرض مشاركة واحدة
قديم 10-07-2011, 09:28 PM
المشاركة 26
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاخوة الاكارم جميعا هنا

مرة اخرى لا اتصور ان احد بأمكانه التقليل من اثر الاعلام فهو من بين اشياء كثيرة الوسيلة التي يتم بواسطتها برمجة الرأي العام ورسم توجهاته.

مثال لما اقوله : لو اردنا ان نتحكم في موقف الجمهور حول قضية ما، مثل تأيد الدخول في حرب ضد دولة معادية ...وكان لنا السيطرة على وسائل الاعلام وقمنا بتوجه هذه الوسائل للحديث باستخدام كلمات تدفع بأتجاه تأيد تلك الحرب وبنسبة 80% مثلا ، وكلمات محايدة بنسبة 20% وكلمات ضد بهدف التظليل والفذلكة الاعلامية وحتى لا تكون عملية البرمجة ظاهرة..هل تعلمون ما الذي سيحصل؟ الذي سيحصل ان الجمهور الذي سيتعرض لتلك الوسائل الاعلامية سيصبح مبرمج دون ان يدري ليفكر ضمن الحدود التي خططت له... ولو قمنا على قياس ذلك الرأي العام بعد فترة زمنية لوجدنا ان الجمهور يؤيد الدخول في الحرب بنسبة قد تتجاز نسبة الـ 80% . هكذا يتم برمجة الشعوب وقد ادرك الناس سطوة الاعلام لذلك اطلقوا عليها السلطة الرابعة وفي احيان صانعة الزعماء. وربما إن اثر هذه السلطة قد اصبح اعظم تأثيرا من اي سلطة اخرى كنتيجة لتقدم وسائل الاتصال وتطورها.


لكن ما يهمني قبل ان نأخذ موقف مؤيد للرقابة الاعلامية، من اي شكل كانت وهو على ما يبدو رأي الاغلبة هنا باستثناء عمران والغانم، هو معرفة الضرر الذي يمكن ان يوقعه مثل ذلك الاجراء.


الا يجوز أن مثل تلك الرقابة يمكن ان تؤدي الى تخلف الجمهور؟ لا احد يعرف كيف يعمل الدماغ تماما وهناك من يعتقد بأن التوسع في الاطلاع والتدريب وتنوع مصادر المعرفة يؤدي الى زيادة في نشاط الدماغ. اي ان القطاعات التي تنشط في الدماغ اذا ما تعرض لمعارف مختلفه ومن مصادر مختلفة ربما يزيد عددها وهو ما يزيد في القدرة العقلية للجمهور والافراد!


فلماذا لا نترك المجال للتنافس الحر للقنوات الاعلامية ولتقدم كل قناة ما تشاء ولنترك الامر للعقل الفردي والجماعي للتعامل مع المادة المعروضة خاصة في ظل استحالة المنع او فرض الرقابة.


لو سألنا الجمور مثلا ايهما افضل اغنية :
اعطني الناي وغني فالغناء سر الوجود
وانين الناي يبقى بعد ان يفني الوجود


واغنية "بيع الجمل يا علي واشتري مهري الي غلي" ..ماذا سيكون الرد؟


طبعا سيظل اثر اغنية اعطني الناي ..الى ما بعد ان يفنى الوجود اما غنية بيع الجمل يا علي فقد اندثرت وربما لم اكن لاتذكرها اصلا لولا ان المرحوم الشاعر الدكتور عبد الطيف عقل كتب مرة مقال عنوانه " سميرة توفيق وحقوق الشعب الفلسطيني" علق فيه على خطورة مثل هذه الاغاني التي تبرمج العقول وتدفع باتجاه التهاون في الحقوق والتخلي عن كل شيء من اجل الحصول على الحب. ارى بأنه لا بديل عن الحرية ولا تهاون في ذلك لان عكس الحرية هو التجهيل المبرمج ايضا.


فيما يتعلق بطرح الاستاذ علي بن حسن الزهراني حول من هو الطفل؟ اعتقد بأن علم النفس يحدد الطفولة بالزمن الذي يكتمل فيه النضوج العقلي وهو سن الحادية والعشرين.


وقبل ان اغادر اطرح السؤال التالي : ايهما اخطر الحرية ام الرقابة؟