عرض مشاركة واحدة
قديم 09-17-2010, 03:45 AM
المشاركة 20
د/ محمد الزهراني
أديـب سعـودي
  • غير موجود
افتراضي
المعلم هو الشمعة التي تنير الدرب و تمحو العتمة


هذا مما لا شك فيه و لكن هل معلمنا يمتلك أدواته و خبراته بشكل كامل ليكون من المؤسسين لنهضة أمة ؟
هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه ....
معلمونا : طرائقهم قديمة و مع أنهم في دبلوم التأهيل التربوي يدرسون كيف يعملون على شكل مجموعات و أن يتم التحضير للدرس مسبقا من قبل الطلاب و المدرس إلا أنهم يستسهلون طريقة إلقاء الدرس ثم استحفاظه من قبل الطلاب ثم إعادته على مسامع المدرس مرة أخرى
هناك طرق مستحدثة في التعليم لم تصل إلى مدارسنا على سبيل المثال التعليم باللعب
في بلادي أدخلوا تعليم اللغة الأجنبية منذ الصفوف الباكرة و لكنهم لم يعلموا المعلمين كيف يدرسونها لذلك يلجأون إلى اعتماد طرق قديمة جدا و هذه لا تتناسب مع عصر النت و العولمة
لا يستخدمون التقنيات الواجب استعمالها لأن هذه الطرائق الحديثة تستدعي تعبا و جهدا من المدرس
في المعهد الذي أعمل به طلبت من مديري البطاقات الإيضاحية الملونة فأجابني بأنه لم تطلب معلمة أخرى قبلي هذه البطاقات فلماذ أغرد أنا خارج السرب ؟
صحيح أن معلمنا متعب اقتصاديا و اجتماعيا و فكريا و لكنه أيضا يصوغ حضارة أمة

ما هي المعيقات لصنع جيل متميز من المعلمين
طرائق التدريس المتخلفة : يتعلم الطالب الجامعي الذي سيصبح معلما بنفس الطريقة المدرسية أي الحفظ و التلقين و لا يدرب على استخدام المراجع أو التوسع في القراءة
في كليات الآداب التي هي اللبنة الأساسية لإعداد المدرسين يطلب من الطالب قراءة عدد مقرر من الكتب الإجبارية و عدد اختياري
يلجأ الطلاب عادة إلى المختصرات و الملخصات دون قراءة الكتب الأصلية و عند إعداد حلقات البحث يعدونها بطريقة جماعية و لايعرفون ماذا يعني مرجع وكيف يستخدم و لايحاول أحدهم إضافة بحث متميز يبصم به في حياته الدراسية
الدافعية مفقودة عند المدرس لذلك لا تراه يجتهد في سبيل إعداد أدواته بشكل متقن
هناك كتب على الطريقة الحديثة و لكن المعلم الذي لا يعرف طريقة استخدامها يدرس هذه الكتب بالطرق التقليدية التي درس بها هو قبل عقد كامل تقريبا و هذا غبن كبير
طريقة التعليم بأشرطة الكاسيت و البطاقات و االأنشطة الصفية الجماعية و استخدام لغة حركة الجسد غير مطروقة لأن المدرس لا يمتلك خبرات و آليات تنفيذها
أذكر في إحدى دروسي في المعهد علمت طلابي طريقة صنح حيوان من ورق فكانت هذه الطريقة أيسر في إيصال المعلومة و ترسيخها في ذهن الطلاب
البطاقات محفزة جدا للطالب و تساعد في تثبيت المعلومة إضافة للأنشطة الصفية بقسم الطلاب إلى مجموعات و تدريبهم و جعلهم يتواصلون مع بعضهم
-مدرسنا متعب ماديا سكناه غالبا في الأحياء العشوائية التي يعرف مضارها و مساوئها أكثر من غيره و لكن ما بيده حيلة فالعائد المادي غير مجز على الإطلاق
لذلك ينعكس تعبه المادي على أداءه فإذا كان همه تحصيل الضروريات فقط فمتى سيحاول تطوير أدواته
و الإعداد للدرس يتطلب من المعلم تفريغ بعض الوقت اليومي له إضافة إلى تصحيح الوظائف و إعداد الامتحانات و الاختبارات ووسائل الإيضاح
جهل تام بالمعرفة النفسية و الأسباب و الدوافع و هذا الجهل بالمتغيرات النفسية التي تطرأ على الطالب و مشاكله العائلية و الأسرية يجعل من التواصل بين المعلم و الطالب متعذرا
عندي في أحد الفصول طفلة في الصف الثالث مفرطة الحركة و تضرب رفاقها و تشاغب أثناء الدرس أخذتها مرة و هي تشاغب و أجلستها في حجري أثناء قراءة الدرس قراءة أخيرة قبل الانصراف
هدأت و سكنت و لم تعد تشاغب تحدثت معها في الفرصة فأخبرتني أن أبويها منفصلين
الطفل المشاغب يحاول أن يخبرنا عن شيء يقلقه و لكن قلة من المدرسين تسأله عن هذا الشيء
التسليم بالواقع و عدم الرغبة بتغييره أو عدم القدرة مما يولد لدى المدرس إحباطا و بالتالي تقاعسا عن التطوير الذاتي و التعليمي
عدم القدرة على التغيير اصطداما بالموروث التقليدي أو باللوائح و القوانين أو العائق المادي الذي لا يسمح له بتحويل أفكاره إلى واقع

هذه برأيي بعض المعيقات ...
ريم مرحبا بك

طرائق التدريس التي ذكرتِ ليست في بلدك وحده فهي هم الجميع . في بلدي قد توفر بعض الوسائل ، لكن لا يحسن استخدامها لعدم وجود من يقوم بالتدريب عليها .حشو الأذهان في كل البلدان العربية (اللهم لا حسد ) وفي نهاية كل فصل دراسي تُسمع أو تكتب على الورق ليتابع المعلم مدى حفظ الطالب لها ، وليس مهم أن الطالب يفهم ، المهم أن يحفظ . في البلدان المتقدمة بعض العلوم الإنسانية لا يهتمون فيها كثيرا أما المواد العلمية فيتم التدريب عليها في معامل ومختبرات المدرسة ،ويطالب الطالب بإعادة التجربة ، ناهيك عن المبدع والمبتكر فهذا له مكانة وشأن آخر مع معلمه . العلوم الإنسانية لدينا تدرس كما ذكرت ، ويطالب الطالب بحفظ المهم منها ، لكنها ما تلبث أن تزول بمجرد الانتهاء من الامتحانات . أيضا عدم ربط المعلومة بالواقع فمثلا موضوع في مادة الجغرافيا يعرف الطالب أن الأمطار تتكون من بخار الماء ، ومن ثم تصطدم كتلة من السحاب الباردة بأخرى حارة ، وتحدث الأمطار . نقول لهم : اجعلوا رابطا بين قدرة الله على إنشاء هذا السحاب ، وكيف يجعله ركاما ، وإن الله يرسل الريح لتسوقه إلى بلد قاحلة أرضة كما قال عز وجل :{وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }الأعراف57 فلا ينبغي أن نكتفي بما هو مدون في ذلك المنهج والمعلومة تبقى مقتصرة على ذلك المنهج فعلينا أن نربط ما نتعلمه بالواقع الآلهي .
أما ما فعلتيه مع طفلتك في الفصل فهذه مهارة وفن في القيادة ، حتى أنك استنتجي ما يضير تلك الطفلة ، فلو أن كل معلم ومعلمة يجيد ذلك لكن التخلف الذي نعاني منه محدود جدا . تحتي لك .