عرض مشاركة واحدة
قديم 04-18-2014, 03:12 PM
المشاركة 20
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أهلا بالأساتذة الأعزاء

لعل الانتخابات الجزائرية أجلت مرحليا انتقال السلطة من الحرس القديم إلى جيل الاستقلال ، لكن هذه التجربة التي أقدم عليها صناع القرار في الجزائر ، بمثابة قياس لمدى الوعي السياسي و كذا الفعل السياسي الذي قد يقدم عليه الجزائريون .
رغم أن لبوتفليقة رصيدا ما ككريزما سياسية و كشخصية مخلصة لفلسفة بومديان ، و له بعض الفضل في تجواز الجزائر لمحنة ما بعد انتخابات التسعينيات ، فهذه الرجة الانتخابية مجرد فتح للمشهد الجزائري الذي راهن فيه الحرس القديم المستند على شرعية تحرير البلاد من الاستعمار أنه قام بانهاك العزيمة الشعبية في التغيير ، و كذلك بالمباغة والاسراف في الترهيب والتقتيل ، وتضخيم تلك الفزاعة ، وتسميتها بسنوات الجمر والرصاص ، التي هي ليست إلا رصيدا ثقيلا في سجل الحرس القديم المتشبث بالسلطة في التسعينيات كما في 2014 .

إن إقدام الحرس على ترشيح بوتفليقة ليس نتيجة افتقارهم لشخصية صلبة بينون عليها إجماعا انتخابيا بسهولة ، بل لاختزال المشكل في شخص بوتفليقة و جعل الرأي العام يرضون بديلا عنه " كاختيار بين السيء والأكثر سوءا " في القادم من الأيام و يسهل تمرير الانتقال ، فلعل الخطاب العام السائد حتى في وسائل الإعلام و حتى في الحملة الانتخابية يركز بقوة على نقطة الرجل المريض ، و ذلك كله في صالح النخبة الحاكمة .
ورقة بوتفليقة و مرضه هو خير وسيلة لإعداد وصفة انتقال السلطة وفق رغبة صناع القرار ، و ذلك باقتراح تعديل دستوري و فتح المشهدج السياسي على إصلاحات جزئية شبيهة بسياسة الوئام المدني التي لم تتناول صلب تقرير المصير ، بل مجرد العيش في أمان ، في سياسة الأمن مقابل الخضوع .

يتبع