الموضوع: كشكول منابر
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-20-2019, 08:19 AM
المشاركة 2136
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: ( مليون رد ) ك ش ك و ل = م ن ا ب ر
(8)
ونحن إذا ما تتبعنا الشعر خلال هذا القرن، وبخاصة بعد أن انقضى عهد منه؛ لحظنا فيه بدوراً من بوادر النهضة توشك أن تظهر في وضوح وجلاء مع توالي الأيام. فما الذي أحدث هذا يا ترى؟! وما البواعث التي جعلت الشعراء يعزفون عن التقليد شيئاً فشيئاً، ويقبلون على ألوان جديدة من الشعر، توشك أن تحمل مميزات الشعر وصفات التجديد؟

نحن لا نشك في أن العلم الذي قطرته البعثات، ومهدته الترجمة قد وجد طريقه إلى الشعر ففرزت معانيه، ودقت ورقت أخيلته، وسمت وتعددت آفاقه، فخاض في ألوان جديدة، وطرق معاني لم يكن يطرقها من قبل. وعندئذ التفت الشعراء إلى ثقافة الماضي فوجدوها آلية، قد تقيم اللسان، ولكنها لا تقدر على البيان، وقد تدرب على الصرف والعروض، ولكنها لا تجلو لعيني الشاعر أسرار الحياة، ولا تمده بالخيال الخصيب والمعاني البديعة، ولهذا عابوا على النحو والنحويين، وانتقدوا العروض والعروضيين. فاستمع إلى الشيخ الأسير يعيب على شعراء اللفظ:

خليلي كم قد جاء في الناس شاعر ... وليس له بيت من الشعر عامر

واستمع إلى إلياس صالح وهو يتهكم على المبالغة في النحو:

ماذا الذي يهمني ... إن قام زيد أو قعد؟

أو إن ذهبت ماشيا ... أو راكبا نحو البلد؟ أو كان زيد مبتدا ... أو فاعلا سد المسد؟

أو إن يكن ذا الاسم يب ... ني أو يكن هذا يهد!

تصالح الفعلان أو ... تنازعا طول الأبد

في النحو لا تقهرني ... إلا تفاصيل العدد

وأفضل التفضيل كم ... قد شذ فيه وشرد

وغير هذى عقد ... تبا لها تيك العقد

ترى بها قواعدا ... بدون معنى وزبد

مختومة جميعها ... يقس عله ما ورد