عَبَرْتُ مدى روحي أغني خصالها
ومالت لها الأفلاك ترجو وصالها
أطوف وطيفي من لطائف بحرها
سريت على ماءٍ والعروج أطالها
مددتُ يدي نحو النجوم لعلني
لعتمة ليلي أسترد هلالها
وصلت وفائي فالتقيت ضياءها
توسد عيني إذ أباح جمالها
لها في سماء القلب ما وسع الفضا
بياض مساحاتٍ أنار دلالها
تدلت على الغيمات هامسة الجوى
فأمطرت الذكرى ومدت حبالها
كما العبرات انساب لحن مرامها
حرامٌ على الأصوات أخفت بلالها
وطابت رحيقاً أن تعتق بالهوى
عبيراً على صدري ندياً أسالها
تسائلني الأحلام أغنية الصفا
ونايٌ لأنغام الوجود أحالها
على شفة الأيام كان أنينه
تنهُّدَ أنفاس الصدور فقالها
وذاب على وهج الحنين فؤادي
ولحني بدا يُبكي ويَبكي مآلها
أ يُقبلُ محزونٌ إلى مواله
ويغفو به الإحساس عن ما جرى لها
بجعبته شيءٌ إليها كمونه
عهود أوانٍ ما رأيت حلالها
أما من خيوطٍ إن تشابكت الرؤى
هتاف خطوطٍ كي يفلَّ احتلالها
سلامي تسامى من شفيف دوائرٍ
تزيينُ آمالي وتملي جلالها
ولم أقفُ ما لا علم لي به ساهماً
وما كنت إلا من تغنّى كمالها
أنا يا شآم القلب لهفة هائمٍ
أبثُّ هوى نفسي منىً يا منالها
ولست أنا إلا منادي مرادها
فيا شام من لي إن عبرت محالها