عرض مشاركة واحدة
قديم 10-05-2020, 06:16 AM
المشاركة 1789
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال

.... رُبَّ سَاعٍ لِقَاعِدٍ ....


ويروى معه " وآكِلٍ غير حامد " يقال : إن أول
من قاله النابغة الذبياني ، وكان وَفَدَ إلى النعمان بن
المنذر وفودٌ من العرب فيهم رجل من بني عَبْس ،
يقال له شقيق ، فمات عنده ، فلما حبا النعمانُ الوفودَ
بعث إلى أهل شقيق بمثل حِباء الوَفْد ، فقال النابغة
حين بلغَهُ ذلك : ربَّ ساعٍ لقاعد ، وقال للنعمان :


وَأَبْقَيتَ للعَبْسِيِّ فَضْلَاً ونِعْمَة
ومَحْمَدَةً من باقياتِ المَحَامِدِ

حباءَ شقيقٍ فَوْقَ أَعْظُمِ قَبْرِهِ
وما كانَ يُحْبَى قبلَه قبرُ وَافِدِ

أتى أهْلَهُ منه حِبَاءٌ ونعمةٌ
ورُبَّ امرئٍ يَسْعَى لآخَرَ قَاعِدِ


ويروى " اسْلَمِي أمَّ خالد ، رب ساعٍ لقاعد " قالوا :
إن أولَ مَنْ قال ذلك معاوية بن أبي سفيان ، وذلك
إنه لما أخَذَ من الناس البيعةَ ليزيد ابنِهِ قال له : يا
بني ، قد صيرتك وليَّ عهدي بعدي ، وأعطيتك ما
تمنيت ، فهل بقيَتْ لك حاجة أو في نفسك أمر تحب
أن أفعله ؟ قال يزيد : يا أمير المؤمنين ، ما بقيَتْ لي
حاجة ، ولا في نفسي غُصَّة ولا أمرٌ أُحِبُّ أن أناله إلا
أمر واحد ، قال : وما ذاك يا بني ؟ قال : كنت
أحِبُّ أن أتزوج أم خالد امرأةَ عبد الله بن عامر بن
كريز ، فهي غايتي ومُنْيَتي من الدنيا ، فكتب معاوية
إلى عبد الله بن عامر فاستقدمه ، فلما قدم عليه أكرمه
وأنزله أياماً ، ثم خلا به فأخبره بحال يزيد ، ومكانه منه
وإيثاره هَوَاه ، وسأله طلاقَ أم خالد على أن يطعمه
فارسَ خمسَ سنين ، فأجابه إلى ذلك ، وكتب عهده ،
وخَلَّى عبدُ الله سبيلَ أم خالد ، فكتب معاوية إلى
الوليد بن عُتْبَة ، وهو عامل المدينة أن يعلم أم خالد
أن عبد الله قد طَلَّقَها لتعتدَّ ، فلما انقضَتْ عدتُها دعا
معاويةُ أبا هريرة فدفع إليه ستين ألفاً ، وقال له :
ارْحَلْ إلى المدينة حتى تأتيَ أمَّ خالد فتخطبها على يزيد،
وتعلمها أنه وليُّ عهد المسلمين ، وأنَّه سَخِيٌّ كريم ، وأن
مهرها عشرون ألف دينار ، وكرامتها عشرون ألف
دينار ، وهديتها عشرون ألف دينار ، فقدم أبو هريرة
المدينةَ ليلاً ، فلما أصبح أتى قبرَ رسولِ الله صلى الله
عليه وسلم ، فلقيه الحسنُ بن عليٍّ ، فسلم عليه وسأله :
مَتَى قدمتَ ؟ قال : قدمتُ البارحةَ ، قال : وما
أَقْدَمَكَ؟ فقصَّ عليه القصةَ ، فقال له الحسن : فَاذْكُرْنِي
لها ، قال : نعم ، ثم مضى فلقيه الحسينُ بن علي وعبيدُ
الله بن العباس رضي الله تعالى عنهم ، فسألاه عن
مَقْدَمِهِ ، فقصَّ عليهما القصة ، فقالا له : اذكرنا لها ، قال:
نعم ، ثم مضى فلقيه عبدُ الله بن جعفر بن أبي طالب
وعبدُ الله بن الزبير وعبد الله بن مُطيع بن الأسود ،
فسألوه عن مَقْدَمِهِ فقصَّ عليهم القصة ، فقالوا : اذكرنا
لها ، قال : نعم ، ثم أقبل حتى دخل عليها ، فكلَّمها بما
أمر به معاويةُ ، ثم قال لها : إنّ الحَسَنَ والحسين ابني
علي ، وعبدَ الله بن جعفر ، وعبيدَ الله بن العباس ،
وابنَ الزبير ، وابنَ مطيع سألوني أن أذكرهم لك ،
قالت : أما هَمِّي فالخروج إلى بيت الله والمجاورة له
حتى أموت أو تشير علي بغير ذلك ، قال أبو هريرة :
أمَّا أنا فلا أختار لك هذا ، قالت : فاختر لي ، قال :
اختاري لنفسك ، قالت : لا ، بل اخْتَرْ أنت لي ، قال
لها : أما أنا فقد اخْتَرْتُ لك سيّديْ شبابِ أهل الجنة ،
فقالت : قد رضيت بالحسن بن علي ، فخرج إليه أبو
هريرة فأخبر الحسنَ بذلك وزوَّجَهَا منه ، وانصرف إلى
معاوية بالمال ، وقد كان بلغ معاوية قصته ، فلما دخل
عليه قال له : إنما بَعَثْتُك خاطباً ولم أبعثك محتسباً ، قال
أبو هريرة : إنها استشارتني والمستشار مؤتمن ، فقال
معاوية عند ذلك : اسْلَمِي أمّ خالد ، رب ساع لقاعد ،
وآكل غير حامد ، فذهبت مثلاً .