عرض مشاركة واحدة
قديم 06-12-2021, 03:43 AM
المشاركة 37
عبد الكريم الزين
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الرابعة الألفية الثالثة وسام الإبداع الألفية الثانية التواصل الحضور المميز الألفية الأولى 
مجموع الاوسمة: 8

  • غير موجود
افتراضي رد: كورونا في ديار بَني عبس
تحية طيبة أختي منى، استمعت بقراءة طرحك المميز وإن كنت أختلف معه اختلافا لا يفسد للود قضية

أدرك أن الإنسان في عصرنا الحاضر تائه بين الكم الهائل من الأخبار والمعلومات المتناقضة والمتغيرة، في ظل عالم متحول لا يعترف بالحدود والخصوصيات. وإذا كان الناس قد كذبوا قديما على الله عز وجل وعلى رسلهم وحرفوا كلامهم، فما أسهل الكذب حاليا بتوفر وسائل اتصال سريعة ومتاحة، وطغيان فوضى تضليل ممنهج وإشاعات.

ولما كنا كمسلمين مطالبين شرعا بإعمال العقل والتثبت من الأخبار، ولا عبرة برأي الأغلبية. فأكثر سكان الأرض حاليا بلا دين أو يعبدون البقر وأصناف الحجارة والحيوانات، ولا تعني كثرتهم أنهم على الحق.

فسأطرح بعض النقط أرد بها على ما جاء في مشاركتك، والتي ترجح من وجهة نظري استبعاد صحة وجود مؤامرة لانتشار وباء كورونا:

سجلت الولايات المتحدة الأمريكية رسميا أكثر من نصف مليون وفاة أغلبها بعد مسيرات الاحتجاج على مقتل فلويد، وهو رقم ضخم أجج النزاع بين الحكومة الفيدرالية الجمهورية وحكام الولايات من الحزب الديمقراطي، واستعمل كورقة رابحة في الانتخابات.

ومسألة اكتظاظ المستشفيات شهدناها بأنفسنا، وتواترت لدرجة يصعب معها الكذب، وناشروا/ وناشرو أخبار وفيديوهات التشكيك جهات غير رسمية وتفتقد إلى المصداقية، خصوصا أن لدينا أقارب وأصدقاء أصيبوا بالوباء أو ماتوا من جرائه.

وقد كان ومازال يصلني عدد من الفيديوهات، الغريبة والسخيفة، فأبحث عن مصدرها وأحاول أن أتأكد من مصداقيتها، أغربها ما راج مؤخرا عن تصريح منسوب إلى عالم فرنسي يدعى لوك مونتانيي يدعي أن من تلقى التلقيح سيموت بعد سنتين! وبعد البحث عرفت أن الخبر كاذب وأن التصريح محرف. وقائمة الأخبار الكاذبة طويلة ولا مجال للاستفاضة في ذكرها.

ولو صدقنا كل ما يشاع لصدقنا أخبار قصص المخلوقات الفضائية، فمئات الآلاف من البشر يؤمنون بها، وهناك مئات الصور والفيديوهات التي تزعم صحتها، ناهيك عن الأشخاص الذين يقسمون أنهم قابلوا فضائيين أو تعرضوا للاختطاف من طرفهم.

وبيل غيتس سواء أحببناه أم كرهناه، شخص عصامي يعمل لأجل مصلحة بلده وتقدمها، وهو كعدد كبير من الأمريكيين يرفضون تلقي التلقيحات بمجملها، ويعتقدون أن الاقتصار على المناعة الطبيعة للجسم أفضل للشخص السليم من الأمراض.

الشركات الكبرى في العالم والتي تتحكم في الحكومات يهمها المال والربح أولا و أخيرا، لذا تحرص كثيرا على الاستقرار الضامن لمصالحها، فبدونه لا يمكن كسب نفوذ ولا جني أرباح، وتابعنا كيف تم الضغط على الرئيس الخاسر في الانتخابات الأمريكية لتهدئة المواطنين وتجنب الفوضى في البلاد، كما أنه لا يمكن طبع كميات كبيرة من الأوراق النقدية بلا حساب، وإلا سيطر التضخم على الاقتصاد وانهارت العملة والبورصة كما حدث في الأزمتين الماليتين خلال سنتي 1929 و 2008.

ونتانياهو في حرب غزة الأخيرة، كان يرتجف خوفا من فقدان منصبه أمام منافسه في الانتخابات، أما من الناحية العسكرية الصرفة فإسرائيل تستطيع اكتساح غزة، فالهوة بينها وبين الفلسطيين هائلة من حيث القدرات التسليحية، وما يمنعها هو الضغط الأمريكي الحريص على التهدئة في منطقة الشرق الأوسط، وصورتها التي تسوق لها عالميا كدولة ديمقراطية، زيادة على رغبتها في عدم إثارة غضب العالمين العربي و الإسلامي، وفقدان تعاطف الشعوب الغربية.

أما بالنسبة للأطعمة واللقاحات المضرة فهي متعلقة بفساد شركات وأنظمة تجني أرباحها على حساب صحة المستهلكين، ويعاني منها حتى المواطن الغربي. بل ثبت من مصادر غربية أن شركات أدوية أجرت تجارب لأدويتها على سكان بعض الدول الإفريقية، ولكن ذلك لا يرقى إلى تصنيفها مؤامرة عالمية.

والصين ورغم اتهامها المتواصل بالتسبب في انتشار كورونا، فإنها لم تصرح ولم مرة واحدة بأن الوباء مؤامرة عالمية، وكان بمقدورها ان تتهم الماسونية أو المنظمات السرية العالمية لتفلت من المحاسبة المرتقبة. وعلى العكس من ذلك اشترت كمية كبيرة من اللقاح الأمريكي.

المعلوم أن أول من تلقى اللقاحات بكثرة هم الجنود بمختلف رتبهم وتشكيلاتهم، ولا أعتقد أن دولة تحقن جيشها عماد قوتها وبقائها بما يضعفه أو يقضي عليها.

ومرض كورونا ليس أول وباء يضرب العالم، فقد كانت الأنفلونزا الإسبانية أفتك منه وخلفت عشرات الملايين من الضحايا بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، ولم يصفها أحد بالمؤامرة الكونية.

تحياتي وتقديري