عرض مشاركة واحدة
قديم 04-08-2015, 06:35 PM
المشاركة 13
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم و رحمة الله

بداية أنوه بهذا النص الذي تكتنفه الأدبية بشكل جلي ، وأيضا يطرح موضوعا فلسفيا عميقا ، فهو يقدم وضعية تعليمية غاية في العمق ، إذ الطفلة هنا تبني مفهوم الجمال بنقلها الجمال كصفة لذاتها و تعميمه إلى جنسها لكنها وقعت في التماهي بين مفهوم الإنسان كمعقول أولي و مفهوم الجمال كمعقول ثاني ذو صبغة فلسفية يعرف بالضدية ، فاسئلتها تترجم سعيها إلى تكوين مفهوم للجمال عبر تعديل التصور الأولي إلى فهم عميق لمفهوم الجمال ، الذي يتجسد فلسفيا في كل الفنون ، فالفن تعبير جمالي في الأخير ، فالبنت هنا تحاول استبصار البنية الكلية للجمال انطلاقا من تصورات جزئية يعمل العقل في الأخير باستعمال القياس على الاحتفاظ بالمشترك و يتخلص من المختلف فيه ليصيغ معقولا فلسفيا ثانيا وهو الجمال الذي لن يتم مأسسته كليا دون تلمس معنى القبح .
فالنص من هذا المنطلق ينقل لنا بالضبط مرحلة ترقية الفهم عند الطفل من المحسوس إلى المجرد و هي المرحلة التي تبنى فيها المعقولات المنطقية والفلسفية عند الطفل ، وتشتغل فيها الذكاءات بشكل أكبر وخاصة الذكاء المنطقي الرياضي .

النص في مجمله مقالة حول مفهوم الجمال ، يختصر أن الإنسان قاصر على تحديد الأشياء إلا من خلال محيطه ، و في الوقت ذاته فيه نوع الحسرة على النفس الإنسانية التي طغى عليها البعد الخارجي في بناء التصور ، و إغفال الملكات الداخلية " الفطرة " فالكاتبة هنا حاولت الوقوف من جهة على البنية السليمة للفطرة التي وجب الإيمان بمقدرتها على تلمس الأشياء لو استبعد العالم الخارجي وهذا التوجه يكاد يكون منطق جون جاك روسو في التربية المؤمن بخيرية الطفولة المطلقة .

لكن في الوقت ذاته الغالب في التوجهات التربوية تؤمن أن المعرفة حقا فطرية لكنها في شبه سبات حقيقي ، لا يمكن تحريكها إلا بالصدام مع الواقع أو التجربة .

تحية للأستاذة مها الألمعي