الموضوع
:
أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
عرض مشاركة واحدة
12-19-2011, 02:41 PM
المشاركة
156
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
هاني الراهب
بعد إلحاح مطول من أخي السليم في كتابة سيرة حياة
هاني الراهب حاولت جمع أشتات هذه الرجل في هذه الأسطر، ولكن ما إن بدأت حتى تحدرت
دموع محرقة من عيني ذهبت كل محاولات قمعها سدى .
ربما لايحسن
بي بوصفي "مشروع ناقد أدبي" إطلاق أحكام القيمة، ولكن بعيداً عن هذه الاعتبارات
كلها سأقول: إن هاني الراهب هو سيد الرواية السورية بدون منازع، هو السيد الذي
حاولت مسح اسمه وحضوه عقول قاصرة ونفوس متقزمة لن تظهر للعين إذا ما قيست
به
.
في "مشقيتا
"
التي تبعد عن اللاذقية 20 كم ولد هاني الراهب عام 1939 وأنهى دراسته ما قبل الجامعية
فيها ثم انتقل إلى جامعة دمشق طالباً في قسم الأدب الإنجليزي، وفي سنته الرابعة
تعلن دار الآداب البيروتية عن مسابقة للرواية العربية شارك فيها أكثر من 150 كاتباً
من أهم الكتاب العرب وقرر هاني ابن الـ 22 عاماً المشاركة فيها، وكتب رواية خلال 30
يوماً وأعلنت النتائج 1961، وكان هاني بمحاولته الجنونية "المهزومون" الفائز الأولى
في المسابقة.
في العام نفسه فاز بالجائزة الثانية لمسابقة القصة القصيرة في كلية
الآداب بجامعة دمشق. أنهى هاني دراسة الأدب الإنجليزي في جامعة دمشق ودبلوم التأهيل
التربوي ثم حصل على بعثة للماجستير في الجامعة الأمريكية ببيروت بين عامي 1963
– 1965
ثم فاز بمنحة حكومية لمتابعة الدراسات العليا في جامعة إكستر ببريطانيا وهناك
حصل على الدكتوراه في الأدب الإنجليزي عن بحثه "الشخصية الصهيونية في الأدب
الإنجليزي" بين عامي 1971 – 1973، عاد بعدها للتدريس
في جامعة دمشق وبدأت رواياته
في التتالي فأصدر مجموعته القصصية الأولى عام 1969، بعنوان "المدينة الفاضلة" ثم
رواية "شرخ في تاريخ طويل" 1970، ثم رواية "ألف ليلة وليلتان" 1977، ثم مجموعته
القصصية الثانية "جرائم دون كيشوت" 1978، فـ "الوباء" 1982 التي فازت في العام نفسه
بجائزة اتحاد الكتاب العرب كأفضل رواية عربية، و "بلد واحد هو العالم" 1985، و
"
التلال" 1989، وفي عام 1990 فاز بمنحة روكفلر من جامعة "آن أربر" لتقديمه دراسة عن
صورة المرأة في الرواية العربية خلال العام الجامعي 1991 – 1992
.
بدأ مشروعاً
لكتابة رواية نهرية "أي رواية من عدة أجزاء" أراد تسميتها "كل نساء المدينة
"
وأرادها من خمسة أجزاء ولكن ذلك لم يتحقق فأصدر منها: "خضراء كالحقول" 1991، و
"
خضراء كالمستنقعات" 1992، و "خضراء كالبحار" 1999 وتوقف المشروع. ثم أصدر روايته
الأخيرة: رسمت خطاً في الرمال" 5 حزيران 1999، وتوفاه الله في دمشق بعد معاناة
طويلة مع مرض السرطان في 6 شباط 2000 ودفن في مسقط رأسه بمشقيتا، وبعيد وفاته ظهرت
مجموعته القصصية الثالثة "خضراء كالعلقم" 2000
.
كما ترجم عدداً من الكتب عن الإنجليزية منها: ثلاثة
روائيين فلسفيين: جويس - جيد - مان، تأليف: جوزيف برينان - 1975، الرمزية والأدب
الأمريكي، تاليف: تشارلز فيدلسون - 1976، مدخل إلى الرواية الإنجليزية، تأليف
:
أرنولد كيتل - 1977، ييتس، تاليف: هارولد بلوم - 1979، الكاتب الأمريكي الأسود،
تحرير: كريستوفر بيغزني - 1982، عنف، تأليف: فيستس إيابي - 1984، صورة سيدة، تأليف
:
هنري جيمس - 1989
.
وسنردد مع
الكاتب والباحث محمد جمال باروت: هاني الراهب كاتب إشكالي ويعتبر أنموذجاً للروائي
المجدد والمتجدد, عمل على تطوير الرواية السورية من خلال اشتغاله وبحثه الدؤوب عن
التعبير الروائي والتقنية الروائية واقتصاد اللغة, وكان لكتاباته تأثير مميز على
الرواية العربية شكلاً ومضموناً وشكلت علامة بارزة في مسيرة الرواية العربية
المعاصرة وتطورها.
ويمكن القول: إنه ما من عمل روائي أصدره الراهب إلا وأثار جدل
ثقافياً وفكرياً كثيفاً، وهذا يعود إلى طبيعة كتابة الراهب الإشكالية، بالمعنى
الفني، وبالمعنى السياسي
.
عمل الراهب في
عدة جامعات منها اليمن والكويت التي درس فيها عشر سنوات من 1988 إلى
1998.
في بداية السبعينات ترجم هاني الراهب إلى العربية رواية "غبار" ليائيل دايان الكاتبة الإسرائيلية والرواية تصور العربي بصورة "الأهبل، اللاحضاري، الجبان، سلاحه خنجر الغدر لا سيف المواجهة" وكانت هذه الترجمة من منطلق: "علينا أن نعرف كل شيء عن عدونا حتى في الثقافة, فهذا العدو كان وما يزال متفوقاً علينا في كل المجالات حتى في الإبداع وإن لم نكن على الأقل في مستواه فإننا لن ننتصر عليه" ولكن هذه الخطوة كانت كفيلة بفتح بوابات الجحيم عليه
،
فاتهم بالدعوة إلى التطبيع مع إسرائيل الأمر الذي نفاه مراراً وتكراراً ولكن دون
فائدة، فطرد من اتحاد الكتاب العرب كما كان قد طرد قبله أدونيس ونزار قباني والماغوط ومعظم الأسماء الكبيرة لأسباب تافهة، ثم طرد من جامعة دمشق وامتنعت معظم الدوريات عن نشر كتاباته وسحب جواز سفره منه في مطار دمشق، حتى كاد يهلك جوعاً كما يصور في روايته الأخيرة
.
والجدير بالذكر
أنه وبعد رحيله بحوالي 10 سنوات ما يزال هذا الاسم محارباً على صعدين، الأول
:
الدراسات الأكاديمية العليا فهاني الراهب اسم غير مرغوب فيه لأنه سيسبب "وجع راس
"
،
والثاني: هو "منطقة الخليج" التي عرى الراهب كثيراً من زيفها وإفلاسها الحضاري في
روايته الأخيرة "رسمت خطاً في الرمال
".
هاني الراهب أيها الوباء الذي أخاف الأقزام المهزومين
وما يزال أهلاً بك بيننا هنا كاتباً كبيراً وعملاقاً سورياً نريد منه أن يرسم شرخاً
في تاريخنا الطويل المتكدس تلالاً من البؤس كاتباً لن ندخر جهداً في تقديمه لمتصفحي
الشبكة الإلكترونية عبر تقديم رواياته وقصصه ودراساته وربما ترجماته مستقبلاً وكل
ما كتب عنه حتى يستحيل هذا القسم جزيرة خضراء
كالحب
.
رد مع الإقتباس