أتذكر يوم التقيتني ...؟
يومَ سقطت سهواً من كل المفردات ...
يوم امتثلت للصمت طائعاً ...
وتلعثمت غير مدركٍ لما ستقول ...
احترت في وصف حالتك ...
وحين ضحكتُ منك ...
ازددت تلعثماً ...
أتذكر يوم أخبرتني حبك المجنون ...؟
وأنك لم تقدر أن تهرب أكثر ...
وكم حاولت ...
بلا جدوى ...
وتراك تذكر يوم خطوبتنا الرائعة ...
وزفافنا ...
وسنتنا الأولى معاً ...
مؤكدٌ تذكر كل شيء ...
فلماذا انقلبت عليّ الآن ...؟
لماذا لم تعد تلحظني كما كنت ...؟
ولم يعد يثيرك عطري ...؟
ولم تعد تعنيك راحتي وابتساماتي ...؟
حتى أنك لم تعد تذكر يوم ميلادي ...
أو يوم زفافنا ...
أفٍ لك ...
كيف انقلبت بهذا الشكل ...؟
كنت تتوسد ذراعي لتنام ...
والآن تحتضن وسادتك ...
يا رجلاً بغير اسم ...
ماذا أدعوك بعد كل هذا العمر ...؟
كلماتك الحلوة تبخرت ...
وغزلك المجنون تاه ...
وصرت صمتاً لا يطاق ...
زواجي استحال جحيماً ...
وكذباً وتلفيقاً ...
وأنت لست أنت ...
لعلك تعشق أخرى ...؟
أو أنك تفكر بالطلاق ...؟
وتنتظر الظرف المناسب ...
فكلما سألتك شيئاً تصرخ ...
وتتأفف وتتذمر ...
ما كنت أعرفك هكذا ...
كثيراً ما قلت أني أظلمك ...
وأني سأغير طريقتي معك ...
وأستوعبك ...
لحق أطفالي عليّ ...
لن أبدد بيتاً سدى ...
وأنت لا تكترث ولا تشعر ...
ما ذنب أطفالي بقسوتك ...؟
وما ذنبي أنا بنكرانك ...؟
آهٍ من عمرٍ تشاطرني نصفه ...
آهٍ من جحيمٍ يوشم باسمك ...
آهٍ لا تنتهي ...
من ظلمك ...
ولكني بعد كل شيء ...
لا أقدر أن أغادرك ...
لأنك وهبتني حياةً أخرى ...
لم انتظرها من قبل ...
برغم كل شيء ...
فأنت الذي اقتحمتني بلا استئذان ...
ولا تزال تملك ذاك السحر ...
الذي يبكيني بين ذراعيك ...
ويضحكني بين شفتيك ...
أعرف أنك تحبني ...
لكن بطريقتك أنت ...
تلك التي لم أفهمها يوماً ...
يبقى لي دائماً ...
هذا الصدر الحنون ...
الذي نسيت الكون لأجله ...
فاعذرني سيدي ...
لأن حبك كان بكل هذه القسوة ...
ولأني لم أعرفك بعد عشر سنين ...