( احتضار حبّ )
قولي .. أمات ؟
جسّيه ، جسّي وجنتيه ، هذا البريق
ما زال ومض منه يفرش مقلتيه
ومض الشّعاع بعينه الهدباء ومضته الأخيرة
ثم أحترق
ورأيت شيئا من تراب القبر فوق الوجنتين
ربّاه فوق الصدر ، فوق السّاعدين
والعازف المغلوب نام ومات
في الصمت الكبير نغم أخير
وسألت : .. مات ؟
أجل سأبكيه .. سنبكيه معا
ووجمت ، لا .. الجفن اختلج
ووقفت ، ثم رجعت في عينيك شئ من وهج
كي تلمسيه
أو تغمضي عينيه ، أو تتأمليه
هذا الصّبي ابن السّنين الدّاميات العاريات من الفرح
هو فرحتي ، لا تلمسيه ..
أسكنته صدري فنام
وسّدته قلبي الكسير
وجعلت حائطه الضلوع وأنرت من هدبي الشموع
( صلاح عبد الصبور / مصر )