عرض مشاركة واحدة
قديم 12-15-2011, 07:28 PM
المشاركة 21
أحمد الورّاق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
إلى الهام مصباح مع التحية :

. تأتى الأفكارمن حياتنا اليومية..من تجاربنا ،ماعشناه وسنعيشه،ماقرأناه،ماسمعناه...
هل تأتي الأفكار من نفسها؟ أم أنا نطلبها من متعدد حسب حاجتنا الداخلية ؟ لو كانت الأفكار تأتي من الخارج لتساوى الناس في أفكارهم حسب البيئة التي يعيشون فيها .. وهذا غير واقع ولا صحيح ..
فمجموعة من المستمعين إلى محاضرة نسألهم بعد مدة نجد أن أن المحاضرة تقطعت بينهم .. وكل أخذ جزءً منها وكأن الأجزاء الأخرى غير موجودة في المحاضرة .. لماذا هذا يكون؟
يكون لأن المقياس هو حاجة الداخل وليس ما يعرض في الخارج

برأيي أن كل شئ داخلي عليه أن يتأثر بالخارج!
لانستطيع القول أننا استوحينا الفكرة من الداخل فقط.لماذا؟لأننا ومن الطبيعي أن نكون على دراية بها من الخارج.
كيف؟
الطائره مثلا ، استوحى العالم فكرتها من الخارج.
مايفكر فيه الإنسان وما يستوحيه من أفكار وتجارب لابد أن يكون للخارج فيه نصيب
لابد أن يكون للخارج نصيب .. ولكن السؤال من أين تأتي الأفكار ؟ وما هو مصدرهـــا الأساسي وليس التكميلي ؟ .. الرغبة في الطيران هي التي جعلت الإنسان يستوحي فكرة الطيران من الطيور .. الإنـسان رأى الزواحف والأفاعي وهي تمشي على بطنها .. لكنه لم يستوح طريقة للسير مشابهة لمشيها .. لأن مشيه أفضل .. لكنه رأى الطيور تستمتع بفضاء وترى الأشياء من فوق وتنتقل عن الخطر بسرعة وسهولة .. فحاكاها .. فطار الإنسان لأنه يريد أن يطير وليس لأنه رأى الطيور ، فالطيور شجعته وقدمت له الطريقة ، فالإنسان رأى الدود كيف يمشي ولكنه لم يحاول أن يقلده ..
إذاً الداخل هو الذي حدد مجال التفكير ، وليس الخارج هو من ترك بصماته علينا بطريقة آلية ، فالإنسان ليس آلة تصوير تنسخ وتطبع ما هو أمامها فقط ، إذاً مصدر الأفكار كلها هو الداخل ، وتتبلور الأفكار خلال التفاعل مع الخارج ، بل الخارج المناسب للحاجة ، حتى لو أن الخارج هو الذي أثار التفكير ، يبق السؤال: لماذا هذا الخارج أثارنا وذلك الخارج لم يثرنا؟؟!

قفي في الشارع وعدي السيارات ذات اللون الأزرق مثلاً ، ستجدين أنك حصلت على مجموعة .. لكن .. اسألي أحداً يجلس بالقرب منك: هل مرت سيارة زرقاء؟ .. غالباً سيقول : لا .. وحتى لو سألت نفسك عندما جلست في المرة السابقة : هل مرت سيارة زرقاء ؟ فسيكون الجواب بالنفي .. فلم تنتبهي لها .. مع انها موجودة في الخارج ..

و هذا لأن عقلنا و دماغنا يبحث عما نريد في الخارج ، و ليس هو من يقدم ما هو موجود بطريقة آلية ، وإلا لامتلأنا من المعلومات التي لا فائدة منها .

لاحظي الذاكرة : لماذا لا تحفظ كل ما يمر علينا ؟؟ مادام أن الخارج هو الذي يأتي بالأفكار ؟ ذاكرتنا تنتقي ما نحتاجه ، و تبقي الشيء فيها على قدر عمق الحاجة و عدم وقتيتها ،

ألا تلاحظين أن كل حاجاتنا المادية ننساها بسرعة ، بينما حاجاتنا المعنوية لا ننساها ؟ إذاً الداخل هو الذي يتحكم في الخارج ، إذاً ليس الفرد انعكاس كامل للبيئة ، لأنه ببساطة ليس جهاز كمبيوتر يبرمج من الخارج ، بل إنه هو الذي يبرمج الخارج على حسب الداخل ، فانظري إلى الفن والشعر الرومانسي مثلا ، كيف يسبغ الشاعر شعوره على الطبيعة ، فإذا كان حزيناً جعل السحابة تبكي و أشجار الشتاء مكتئبة والطيور تنشج و تبكي ... والعكس إذا كان سعيداً .. حيث يرقص الروض و تلعب الفراشات وتمرح ..الخ ،

ولو كان الخارج هو الذي يطبع على الداخل ، لقبل الإنسان الخارج كما هو ، وبالتالي لن يكون هناك أي تغيير ولا تطوير .. ولن يكون هناك تعدد آراء للشيء الواحد ..


.إن العقل البشري...ينتمي إلى...طبيعة وهذا لاشك فيه،وطبيعته تحتم عليه أن يستوحي الأفكار ولايستطيع أن يطورها ويستوحيها إلا من الخارج.
دمتم بخير
التفكير خاصية بشرية و نتيجة تعامل طويل بين الداخل والخارج ، والأفكار أصلاً على نوعين : مادية – و معنوية ، والأفكار مترابطة وليست قطع متفككة ، حسبما يكون داخل الإنسان تكون أفكاره ، فالأفكار مثل الملابس و كل يختار ما يعجبه ، إذاً الداخل هو من يتحكم بالأفكار وليس الخارج ..

إذاً المهم هو إصلاح الداخل .. الداخل هو سيد الموقف ، و القوانين المادية تدافع عن نفسها و تثبت وجودها ، لكنها لا تتحكم بداخل الانسان ، بدليل انه يتكيف معها ، و يصنع من هذا التكيف اشياء جديدة يريدها و غير موجودة في الطبيعة ، وهو لا يصنع شيئا عبثا .

انظري الى العلم : لماذا بنى الانسان العلم ؟ لأنه ينفعه ويفيده . و لو كان الانسان انعكاس للخارج لما استطاع ايجاد اشياء غير موجودة في الطبيعة الخارجية .. يعني ان هناك معرفة لم يهتم بها الانسان ، لان علمه نفعي .. التركيب والتحليل والتفكيك والبناء والتقييم ، كلها يقوم بها العقل الانساني .. و هي التي انشأت الحضارة . والطبيعة لم تركّب ولم تخترع ، الطبيعة مادة خام ، و لنا افكار عن الانسان و لنا افكار عن الطبيعة ايضا ، افكار معنوية وافكار مادية ..

في مجال المادة نجرب وتجيبنا الطبيعة من خلال قوانينها ، ولكن في مجال الانسان نجرب ولا نحصل على قوانين قطعية كما نحصل عليها عند تعاملنا مع المادة .. مما يعني ان الانسان ليس ماديا في اصله ، فالمادي يحكمه العلم ، والانسان ليس له علم مثل علم الكيمياء او الرياضيات ، وما يسمى علم نفس وعلم اجتماع وعلم انسان وعلم جمال ، ليست الا وجهات نظر يخالفها الكثير و ليست علما قاطعا خاضعا للتجريب ..

اما في مجال المعنويات و الانسانيات ، فليست هناك قوانين مادية تفرض نفسها ، لهذا فالافكار الانسانية والاجتماعية كالملابس : كلٌ يختار منها ما يريد .. وان كان من الممكن ضمها في مجموعتين كبيرتين ، تتجه احداهما تجاه الخير ، والاخرى تجاه الشر .

الانسان هو الذي يفكر و ليست الطبيعة المادية ، اذا الافكار من الانسان ، اي من داخله ..

تحية ..