الموضوع
:
ما سر "الروعة" في افضل مائة رواية عالمية؟ دراسة بحثية
عرض مشاركة واحدة
12-14-2011, 10:30 PM
المشاركة
284
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
حربٌ أهلية تجرى في الولايات المتحدة الأميركية
"
وحيداً في العتمة" عنوان الرواية الجديدة للكاتب الأميركي
بول أوستر التي تشكل ظاهرة في مبيعاتها في باريس حالياً ويعود الأمر الى سببين
رئيسيين أولهما أن قرّاء بول أوستر في فرنسا في تزايد سنة بعد سنة وهو المفضّل لدى
الفرنسيين بين كل الأميركيين المعاصرين وقد اكتشفوا إبداعه منذ تعرفهم الى الثلاثية النيويوركية التي كتبها في نهاية الثمانينات وجاء بعدها قرابة العشرين كتاباً. وفي كل مرة كانت الاحتفالية في باريس على مستوى مؤلفاته المقروءة بشدة عبر العالم.
أما السبب الثاني للإقبال الشديد على "وحيداً في العتمة" فهو أن
المؤلف غاص في موضوع شديد الحساسية ومن وحي واقع سياسة أميركا ومجتمعها اليوم
:
يتخيّل أوستر في روايته هذه أن حرباً أهلية وقعت في الولايات المتحدة الأميركية
وتحديداً عبر شخصيته الرئيسية أوغست بريل وهو ناقد أدبي شهير ومتقاعد يتعرض الى
حادثة تصيبه بإعاقة معينة، فيلزم منزله ويتوقف عن العمل وبالتالي في هذه الراحة
الإجبارية يعاني أرقاً متواصلاً. وكل ليلة، ما أن تحل العتمة أو الظلمة يركن الى
ذكرياته ويسترجع الإحباء والأصدقاء الذين ماتوا. وليتمكن من السيطرة على الأفكار
السوداء يلتجئ الى التخيّل وإلى إعادة كتابة التاريخ على هواه. إنما هو يختار
الزمان الذي يناسبه والظروف الملائمة لذكرياته وتخيله ويمضي معه القارئ في رحلة عبر
العالم الذي اخترعه، فهو يحدد تاريخ الحاضر إنما في أميركا لم تتعرض الى حادثة 11
أيلول وتحت حكم جورج بوش الإبن وحيث أن حدث وصول أوباما الى الحكم لم يحدث بعد. في
هذا الإطار ينطلق بطله أوغست بريل في رحلة ما في الواقع والخيال
.
والجدير ذكره أن قرابة 80 ألف نسخة صدرت منذ نحو الأسبوعين في باريس من
رواية "وحيداً في العتمة" بالفرنسية وخلال أيام قليلة نفدت بكل أعدادها، ودار "آكت
سود" التي تولت نشر الرواية تعمل على إصدار نسخة جديدة في غضون أيام أو أسابيع ومن
المتوقع أن يصل مبيع الكتاب الى أرقام قياسية لهذا العام. وقد صرحت الدار "آكت سود
"
أخيراً أن رواية أوستر المقبلة صارت ما بين أيدي المسؤولين في الدار وتحمل معالم
رواية مختلفة عن الحالية وتصدر في العام المقبل وعنوانها "غير مرئي
".
وفي
"
وحيداً في العتمة" يقول أوستر كل أفكاره السياسية والاجتماعية والإنسانية أيضاً
حيال عدد كبير من القضايا التي شغلت العالم في الآونة الأخيرة، عبر بطله أوغست وهذا
الأخير أيضاً يستعين بشخصية ثانية يستعيض فيها إعاقته وعدم قدرته على التجوّل فيمشي
هذا الآخر بدلاً منه وهم أوين بريك
.
يستفيق ذات يوم أوين ويجد نفسه محشوراً في فجوة عميقة أو نفق ما ببدلته
العسكرية من دون أن يتمكن من تحديد المكان. هو لا يتذكر شيئاً ولا يتذكر المكان
.
وحين يتمكن من الخروج من الفجوة التي كان محشوراً فيها يجد نفسه في شارع يخرج منه
الى مدينة مهشمة حيث تدور معارك وحروب ولا سيارات في الطرقات. وحين يسأل عن أحداث
11
أيلول وأيضاً عن حرب العراق يفهم أن الحدثين لم يحصلا، بل أن حرباً أهلية تجري
في الولايات المتحدة الأميركية
...
رد مع الإقتباس