عرض مشاركة واحدة
قديم 12-14-2011, 10:30 PM
المشاركة 284
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
حربٌ أهلية تجرى في الولايات المتحدة الأميركية

"
وحيداً في العتمة" عنوان الرواية الجديدة للكاتب الأميركيبول أوستر التي تشكل ظاهرة في مبيعاتها في باريس حالياً ويعود الأمر الى سببينرئيسيين أولهما أن قرّاء بول أوستر في فرنسا في تزايد سنة بعد سنة وهو المفضّل لدىالفرنسيين بين كل الأميركيين المعاصرين وقد اكتشفوا إبداعه منذ تعرفهم الى الثلاثية النيويوركية التي كتبها في نهاية الثمانينات وجاء بعدها قرابة العشرين كتاباً. وفي كل مرة كانت الاحتفالية في باريس على مستوى مؤلفاته المقروءة بشدة عبر العالم.

أما السبب الثاني للإقبال الشديد على "وحيداً في العتمة" فهو أنالمؤلف غاص في موضوع شديد الحساسية ومن وحي واقع سياسة أميركا ومجتمعها اليوم: يتخيّل أوستر في روايته هذه أن حرباً أهلية وقعت في الولايات المتحدة الأميركيةوتحديداً عبر شخصيته الرئيسية أوغست بريل وهو ناقد أدبي شهير ومتقاعد يتعرض الىحادثة تصيبه بإعاقة معينة، فيلزم منزله ويتوقف عن العمل وبالتالي في هذه الراحةالإجبارية يعاني أرقاً متواصلاً. وكل ليلة، ما أن تحل العتمة أو الظلمة يركن الىذكرياته ويسترجع الإحباء والأصدقاء الذين ماتوا. وليتمكن من السيطرة على الأفكارالسوداء يلتجئ الى التخيّل وإلى إعادة كتابة التاريخ على هواه. إنما هو يختارالزمان الذي يناسبه والظروف الملائمة لذكرياته وتخيله ويمضي معه القارئ في رحلة عبرالعالم الذي اخترعه، فهو يحدد تاريخ الحاضر إنما في أميركا لم تتعرض الى حادثة 11أيلول وتحت حكم جورج بوش الإبن وحيث أن حدث وصول أوباما الى الحكم لم يحدث بعد. فيهذا الإطار ينطلق بطله أوغست بريل في رحلة ما في الواقع والخيال.

والجدير ذكره أن قرابة 80 ألف نسخة صدرت منذ نحو الأسبوعين في باريس منرواية "وحيداً في العتمة" بالفرنسية وخلال أيام قليلة نفدت بكل أعدادها، ودار "آكتسود" التي تولت نشر الرواية تعمل على إصدار نسخة جديدة في غضون أيام أو أسابيع ومنالمتوقع أن يصل مبيع الكتاب الى أرقام قياسية لهذا العام. وقد صرحت الدار "آكت سود" أخيراً أن رواية أوستر المقبلة صارت ما بين أيدي المسؤولين في الدار وتحمل معالمرواية مختلفة عن الحالية وتصدر في العام المقبل وعنوانها "غير مرئي".
وفي "وحيداً في العتمة" يقول أوستر كل أفكاره السياسية والاجتماعية والإنسانية أيضاًحيال عدد كبير من القضايا التي شغلت العالم في الآونة الأخيرة، عبر بطله أوغست وهذاالأخير أيضاً يستعين بشخصية ثانية يستعيض فيها إعاقته وعدم قدرته على التجوّل فيمشيهذا الآخر بدلاً منه وهم أوين بريك.

يستفيق ذات يوم أوين ويجد نفسه محشوراً في فجوة عميقة أو نفق ما ببدلتهالعسكرية من دون أن يتمكن من تحديد المكان. هو لا يتذكر شيئاً ولا يتذكر المكان. وحين يتمكن من الخروج من الفجوة التي كان محشوراً فيها يجد نفسه في شارع يخرج منهالى مدينة مهشمة حيث تدور معارك وحروب ولا سيارات في الطرقات. وحين يسأل عن أحداث 11 أيلول وأيضاً عن حرب العراق يفهم أن الحدثين لم يحصلا، بل أن حرباً أهلية تجريفي الولايات المتحدة الأميركية...