

دنا فأقبل في الربوع نعيم
صلى عليك الله يا نور الهدى
صلوا عليه و سلموا تسليم
صارت بمقدمهِ العروبة معْقِلاً
للعلْمِ تحْمِلُ شعْلة التنظيم
رجلٌ على عرْش الكمال تربّع
كيفَ وكان حفيدُ إبراهيم
مثل بياض الثلج كان فؤاده
مثل غِلال القمْح كان كريم
مثل سِباع البرّ في نظراتهِ
عزُّ الرُجولة صادقٌ وحكيم
صعبٌ يُهاب إذا تقدم في الوغى
كالصقْرِ يجْثم فوْق كل غريم
وإذا تقدم في السلام كإنه
مطرٌ تحايا منهُ كل هشيم
رجلٌ من الصحراء يعْشقُ رمْلها
لو مسّها ضرٌّ تراهُ سقيم
يبْني على بحْر الرمال عرينُهُ
بيتٌ من السعفِ وبضعُ أديم
ترى الخيول مع الجمَال تحفّه
وترى النخيلَ مع الرياح تهِيم
سبْحان من جعلْ الصحارى موْطِناً
في وصْفِها يحْتارُ كل عليم
التمْر واللبن المخضُّ غِذاؤه
وفِرَاشُهُ قشٌ عليه كليم
لا يبتغي ترف الحيـاة و عزَهـا
لا يبْتغي جاهاًٌ ولا تعْظيم
دانت لهُ روما وفارس يوْمَها
تحْت خِيام البدوِ كان يُقيم
إن محاسِنُهُ أحِير لوصْفِها
طبْعُ التواضع فيه كان عظيم
رجلٌ أكرر قلّ ما أمْثالُهُ
وكأنّهُ ملَكٌ لهُ تكْرِيم
هبطَ من العلْياء يحْمِل نُوره
رجلٌ إذا ذُكِرَ العِظَامُ زَعِيم