( يـحـيـى مـعـي يـحـيـا )
مـعـي يـحـيـا
أخـي ( يـحـيـى )
مـعـي . . . هـيـهـات أنـسـاه ُ
فـنـبـض الــقـلـب . . . روح الــروح ذكـراه ُ
* * *
قـضـى ( يـحـيـى )
ومـنـذ قـضى ارتدت ثوبَ الحداد عـليه أفـراحي
وأمـسـى بـعـده ســيّـان : إمـسـائـي وإصـبـاحـي
يـحـطـم دمـعـيَ الأصـفـادَ ثـم يـفـيض فـي راحـي
ســيـولاً يـرتـوي مـنـهـا قـصـيـدي جــدَّ نـــوّاح ِ
* * *
مـضـى ( يـحـيـى )
وبـعـد فـراقـه مـا العـيـدُ ؟ ! ما مـعـنـاهُ أمـاهُ ؟ !
ومــا جـــدواه أخـــتـــاه ُ ؟ !
فـيـحـيـى كـان زهــوتـه وفـرحـتـه وحـلـواه ُ
* * *
مـضـى ( يـحـيـى )
وعـنـه الـشـمـس تـسأل كـلـمـا طـلـعـت لـهـا آه ُ
ويـنـدب حـظـه بـســتـانـه يـشــتـاق ســقـيـاه ُ
ويـسـأل عـنـه كـل مُـغــرِّد فـي الـكـون صــدّاح ِ
ويـسـأل عـنـه ( هــيـثـمـه ) بـإلـحـاح ِ
ويـسـأل عـنـه درب كـان مـمـشــاه ُ
وكـل حـصـىً مـن الـسّـاح ِ
أرى الـبـدرَ الـتـّمـامَ أقـول هـذا هـوْ
يشدُّ رحاله فيقول لي دمعي: هي الأقمار أشباه ُ
* * *
إذا مـا نـمـت ألــقــاه ُ
أتـانـي أمــس فـي الـحـلـم ِ
وأبــيـضُ ثــوبــه كـالـثـلـج أمــاه ُ
كـــأن قــدومــه مــن ســـاحـة الـحـرم ِ !
أتـانـي ضـاحـكـاً وجـلا مُـحـيّـاه ُ
دُجــى الــظـُـلـم ِ
وبـشـَّـرنـي بـأن الـلـه أكـرمـه وأولاه ُ
عــنـايـتـه فـعـافـاه ُ
وأبـــراه ُ
مـن الــســقــم ِ
وأن الـلـه كــافــاه ُ
عـلـى صـبـر ٍ وإيـمـان عـظـيـم كـان أبــداه ُ
وحـمـّـلـنـي ســلاماتٍ إلـى الـدنـيـا
إلـى كـل الألـى مـن بـعـده تـاهـوا
قـرأتُ عـلـيـه بـعـض رثــائـنـا فـيـه فـأبـكـاه ُ
ومَـــدَّ إلـيَّ يُــمــنــاه ُ
دنــوت لــكـي أقـــبّــلـهـا
وصـوتٌ مـن بـعـيد كالـنـدى . . . كالـنور ناداه ُ
فــلــبّــاه ُ
قــُبـيـل غــروبـهـا كم لـوّحت في الأفـْـق عـيـناه ُ
وغـابـت شــمـسـه وصــحـوت مـن نــومـي
ودمــعــي يـحـتــســيـه فــمـي
وتـصـعــق صــدريَ الآه ُ
* * *
نـأى ( يـحـيـى )
فـيـرعـاه ُ
ويــرحـم روحــه الـلـه ُ
ويـجـعـل جــنــة الـفـردوس مــثــواه ُ
ويـجـمـعـنـا هــنـاك بــه فـيـا لــنــعــيـم لــقــيـاه ُ