الموضوع: رحل
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
9

المشاهدات
3518
 
أحمد لعبودي
من آل منابر ثقافية

أحمد لعبودي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
48

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Sep 2011

الاقامة

رقم العضوية
10400
12-07-2011, 05:42 PM
المشاركة 1
12-07-2011, 05:42 PM
المشاركة 1
افتراضي رحل
سمعت صوت طرقٍ قوي على الباب في الصباح الباكر

خرجت لأستوضح الأمر

فاجأني بقوله:
أين العجوز ياغلام؟

فأجابته العجوز من ورائي:
ما الخبر؟

قال لها بأن الأمر وقعه شديد ولكنها الحقيقه

لقد رحل الرجل الذي يُطعم الغُلمان

ماذا؟

رحل!!!!!!

لقد رحل بدون سابق إنذار

رحل ولم يودعها ولم يودع الغُلمان أيضاً

رحل بعدما عانى من الحملِ الثقيل على الدرب الطويل

رحل وتركهم دون أن يستوعبوا الأمر

رحل وتركهم في ظُلمات غدر الزمن



الساعات تمرُ سريعة جداً


الأحباب يبكون
الأعداء صامتون
الأشجار كئيبة
الجدران حزينة


لم أستوعب الأمر ولكنه رحل

لماذا لم يودعني وأنا الذي كنت أتلذذ بالنوم بين حُضنيه؟

لماذا لم يودعني وهو الذي لطالما قبل جبهتي قبل وبعد الخروج؟

لماذا لم يودعني وهو يعلم بأنه نصفي الآخر الذي يستحيل بدونه المُضي في الرحله؟

لماذا لم يُخبرني بأنه سيرحل؟


يُخبرني لكي أبحث لي عن مأوى يقيني برد وحر عضات الذئاب الجائعة



رحل وبقيت الذكريات الجميلة التي ستبقى منقوشة على جدار قلبي للأبد:
بُني إني أحبك


لطالما أشتقت لسماعها ولكنه رحل




أتى العيد ولأول مرة لا أملك الثوب الجديد لأنه رحل

أتى العيد ولم أذهب لجمع الحطب لأنه رحل

أتى العيد ولم نوقد النار لطهي الطعام لأنه رحل

أتى العيد ولم يأتي أصحابه لأنه رحل


رحل وبقينا بعده كالخراف بدون راعي ولكن............

وقفت العجوز وقوف الأبطال

ألبستنا الجديد وجمعت الحطب وأوقدت النار وأقسمت بالله أنها ستُنسينا أحزاننا وقد أبرت بقسما

وبقيت العجوز شامخة في وجه الذئاب الجائعة وفي مواجهة الأعاصير التي هبت علينا من كُل إتجاه



ومع الذكريات أبعث بباقة ورد إلى المُسافر وأقول له:

والله لن ننساك حتى يوارينا الثرى

وأبشرك بأن دموع القلب قد توقفت والعين شفي نزيفها والغلمان صاروا رجال



وحبيبك المدلل ما زال يبحث عن نفسه في سُلم الدرجات وما زال مُستمر في رحلة الوصول إلى القمة التي وعدك بأنه سيصل إليها بإذن المولى جل في عُلاه

وأُخبرك بأني مُشتاق لمُلاقاتك عند الحوض في اليوم المشهود

وأسأل الله لنا شربة من ماء في ذلك اليوم من يد خير البشر صلوات ربي وسلامه عليه