تحياتي أختي الفاضلة..أسعدني مروك الكريم من قول ابن كثير عليه رحمة الله وما ذكره عن السهيلي نستنتج الآتي :- أولا أن لفظ الروح جاء في القرآن على عدة أوجه , فهل المقصود من السؤال الذي سأله اليهود هو عن الروح التي تنفخ في البشر أم أن المقصود بالروح جبريل عليه السلام أم المقصود بالروح هو ملك عظيم بقدر المخلوقات كلها ، فإن كان المقصود يالسؤال الروح التي تنفخ في البشر فهذا لما قاله ابن عباس رضي الله عنه أن اليهود قالوا للنبي صلي الله عليه وسلم أخبرنا عن الروح وكيف تعذب الروح التي في الجسد ؟ فقال قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ، الروح من أمر ربي أي شأن من شؤون الله ليس للإنسان سلطان عليها فالذي يدعي أنه يمكنه تحضير أرواح البشر بعد الموت هو كاذب وليس له هذه المقدرة ، كما أن علمها عند الله فكنهها وحقيقتها لا يعلمها بشر ولن يتسنى لهم هذا لأنه مما استأثر به تعالى ، أما وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً فالمقصود هنا العلم بأوصافها وأحوالها وهذا مما يتسنى للبشر معرفة بالقدر الذي يريده الله. وقد جاءت الآيات والأحاديث كثيرة بهذه المعرفة ومنها ما استنتجه العلماء كالسهيلي وغيره من أنها ذات لطيفة كالهواء سارية في الجسد كسريان الماء في عروق الشجر وهناك اوصاف أخرى لعلماء آخرين مشابهة وأنها متصلة بالدم وتسري في العروق الي جميع اجزاء الجسد وبالتالي تأخذ نفس صورة الجسد وهي ما يراها النائم في نومه من ارواح البشر المنتقلين والأحياء إلا أن الشيطان يمكن أن يتمثل نفس صورتها في المنام ، والروح هي المسؤولة عن سمات الشخصية وهي المسؤولة عن الاحساس والعقل والإرادة في الإنسان . ....... ثانياً :- أن الروح هي النفس ويؤكد هذا قوله تعالي الله يتوفي الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضي عليها الموت ويرسل الأخرى الى أجل مسمى ، فالتي تمسك وترسل وتدخل اليىالجسد وتخرج منه هي الروح ، وهناك معني آخر للنفس وهو الذات أو الإنسان ككل جسد وروح ويوضح هذا الأمر قول ابن كثير عليه رحمة الله في حاصل قوله من أن الروح هي النفس ومادتها والنفس مركبة منها ومن اتصالها بالبدن . أكرر شكري لك مرورك الكريم..ونفع الله بنا ديننا وأمتنا...اللهم امين