الموضوع
:
أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
عرض مشاركة واحدة
12-04-2011, 12:32 PM
المشاركة
88
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
تابع،،
اما
الفصل الاول من الكتاب فقد تضمن دراسة بعنوان ( الكتابة والجنس المحرم ) وجاء فيه
“
يستهل فؤاد التكرلي رحلته في الكتابة بنص انتهاكي للقيم الاجتماعية السائدة. وسيظل
هذا النص محتفظا بانتهاكه لاخلاقيات المجتمع الذي ولد فيه. وبسبب من هذا الانتهاك،
بالتأكيد، لم يقدم على نشر نص “بصقة في وجه الحياة” المكتوب في العام 1948 الا بعد
اكثر من خمسين عاما. وهو النص الوحيد الذي خصه الكاتب من بين جميع اعماله بمقدمة
تناولت الشروط المتنوعة التي ولد فيها؛ وليس تأخير النشر السبب الوحيد الذي دفعه
الى كتابة مقدمته هذه، فالرسالة الانتهاكية التي ينقلها النص جعلت من هذه المقدمة
امرا ضروريا ايضا” ، ويعود ليؤكد المؤلف ان النص كان متكوناً من نصين حيث يقول
“
يتكون النص “بصقة في وجه الحياة”، بهذا الحساب من نصين : النص التخييلي المكتوب عام
1948
، والمقدمة التي تصدرته عندما نشر. ويجب ان نثبت اولا ان هذه المسافة الزمنية
مثلومة ان صح التعبير، لان النص المكتوب في العام 1948، لم ير “النور” الا في العام
2000
؛ اي مثلومة من جهة تواصلها مع القارئ. فلقد ظل حبيس درج المؤلف وبعيدا عن
تداول القراء، رغم ان بعض النقاد تسنى لهم الاطلاع عليه بحكم علاقاتهم الشخصية
بالمؤلف. ولكنه مع ذلك لم يعش زمان القراءة طوال تلك الفترة الطويلة التي هي عمر
الثقافة العراقية الحديثة تقريبا
“.
وفي الفصل الثاني من الكتاب والذي جاء تحت
عنوان ( العائلة والمجتمع ) فقد قال فيه الناقد “ كانت العائلة الميدان الرئيس
والاثير الذي اراده التكرلي في كل مشواره الادبي، وبالنسبة لي ستكون هذه المؤسسة
الاجتماعية من جهة علاقتها بالعالم الاجتماعي السياسي دليلا الى تقسيم مسيرة كتابة
التكرلي على مرحلتين، الاولى: مرحلة الكتابة الاجتماعية الخالصة، المنكبة على تناول
العلاقات الاجتماعية والعائلية دون الخوض، صراحة ام ضمنا، بالحاضنة التاريخية
السياسية التي تنمو فيها شبكة العلاقات
هذه
.
اما المرحلة الثانية فسوف تشهد
كتابته انعطافة لترتيب علاقة قدرية بين السياسي والاجتماعي. ان للسلطة السياسية في
المجتمع العراقي اثرها الكبير على طبيعة العلاقات الاجتماعية والعائلية وعلى كتابة
نفسها
.
حدث هذا التغير الجوهري في كتابته بعد العام 1966. ففي هذا العام سيبدأ
رائعته الرجع البعيد وسينهيها ببطء سلحفاتي في العام 1977، لتنشر في العام 1980
.
وسيكتب في غضون ذلك ثلاث قصص “الصمت واللصوص” (1968)، و”التنور” (1972)، و”سيمباثي
” (1972)
، وثلاث مسرحيات؛ وهي “الصخرة” و”هروب او متهمون سياسيون”، و”الطواف” وجميعها
كتبت في العام 1969. ومن حيث السبق الزمني ارى ان قصة “الصمت واللصوص” اول عمل يلمع
الى بعد جديد لم نعهده في كتابته من قبل. وتحتاج هذه القصة وقفة خاصة هنا
“.
فيما حمل الفصل الثالث قراءة آخرى لنصوص التكرلي وتحت عنوان ( القراءة ) حيث
يقول المؤلف “ نوهت فيما تقدم الى ما يمكن ان تفعله القراءة في بعض شخصيات التكرلي،
والنتيجة التي تنهض امامنا من كل ذلك هي ان القراءة، لا سيما قراءة الرواية والادب
عموما، تجتث صلة الفرد القارئ بمن حوله، وبالمجتمع الذي يعيش فيه. كانت هذه موضوعة
اساسية في معظم ما كتبه التكرلي، وستبلغ امثل صورة لها في رواية المسرات
والاوجاع
.
تزخر هذه الرواية بمستويات عديدة، متداخلة، ومتناسجة، يفضي كل واحد
منها الى الآخر، يمنحه ابعادا ودلالات تنتثر عبر القراءة واعادة القراءة اكثر من
مرة. ولعل فرز احد هذه المستويات، بعد ان تناولنا في الفصل السابق بعض اوجهها،
وتسليط الضوء عليه، للكشف عن بعض الوسائل والاساليب الفنية التي تضمنتها هذه
الرواية، يساعد على الكشف عن اسلوب جديد في الكتابه ينتهجه التكرلي في بناء الشخصية
الرئيسةز فكان بناء هذه الشخصية ثمرة تطور وتبلور لهذه الموضوعة نفسها توفر عليهما
التكرلي بمرور الزمن
“.
اما خاتمة الكتاب فقد جاءت بتساؤل للمؤلف اتى تحت عنوان
(
اللا سؤال واللا جواب ) حيث قال فيها “ لقد كان ادب التكرلي عن حال هذا الفرد
المقهور سياسيا واجتماعيا كما جسدتها رواياته وبعض قصصه في ما اسميته بالمرحلة
الثانية من كتابته الادبية. فجميع شخصياته لم تكن تريد اكثر من الاستمرار في العيش
والبقاء، مجرد البقاء، مكتفية بذلك من دون الدخول في مغامرة التفكر في نوع ومنزلة
وجودها، لان تفكيرا كهذا سوف يورطها في سؤال وجواب في مجتمع متقلب لا يبعث على
الطمأنينة. وعلى الرغم من كل الحذر الذي تنشأ عليه هذه الشخصيات، فانها تذهب ضحية
هذه التقلبات الجذرية. بل يحاسب هذا الفرد حتى على احلامه
.
ولهذا الغرض بالذات
كتب التكرلي مسرحيته: تتمة (خزعبلة في حوار) في العام 1992”. ويعد هذا الكتاب مهماً
نظراً لما احتواه من تحليل نفسي وادبي لاغلب نصوص الناقد الراحل فؤاد التكرلي ، كما
انه كتاب سيغني المكتبة العراقية ، التي افتقدت في الفترة الاخيرة الكتاب النقدي
العراقي الحقيقي
.
==
الرجع البعيد
في "الرجع البعيد" صدى يستدعيك لاجتياز تخدم الوجدان العراقي، التغلغل فيه عبارات، كلمات، ومشاهد تصبح من خلالها واحداً من الأسرة العراقية التي اختارها فؤاد التكرلي لتكون وقائع حياتها محور روائية، يصدر من خلالها الواقع الحياتي العراقي بكل أبعاده الاجتماعية السياسية الاقتصادية... رواية لم تقف على أعتاب الكلمات، بل تجاوزتها لتقف على أعتاب الإحساس الإنساني المتفاعل مع محيطه أينما كان وحيثما كان
.
رد مع الإقتباس