عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2011, 12:06 PM
المشاركة 258
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
إن كانت ليلة الشتاء مسافرة،

مختارات قصصية لإيتالو كالفينو

بعد سباتٍ طال مداه، تتلألئ قناديل حارتنا مشتعلة مجدداً فوق صفحات الكتب، غامرة قلوب سكان أزقتها بشغف القراءة وحميمة المشاركة ..
ومن أجل عودة خفيفة الظل .. لابد من كتابٍ خفيف الظل، متواضع بعدد صفحاته، ثقيل بالمعاني المختبئة في الزوايا… ومن لنا أفضل من إيتالو كالفينو ليفي بهذا الغرض! ..
عن الكتاب: مختارات قصصية
بين الخيال والتأمل وتصوير الواقع المرئي يصنع كالفينو عالمه القصصي الخاص، يدخل إلى أعماق شخصياته، يتلبس أحلامهم وأوهامهم وخيالاتهم، يتجول معهم في البيئة المهددة بالموت، الملوثة بنفايات الحضارة، قبل أن يصطدم معهم بالواقع اليومي.
إن إيتالو كالفينو هو الصوت الخاص المميز في الأدب الايطالي الحديث، الذي طرح الواقعية ذات الجذور العميقة، وكان كالفينو يحمل واقعيته الشعرية والفلسفية الخاصة، ذات العوالم الملونة المتغيرة، كما هي حياة الكاتب نفسه.
هذه المجموعة المختارة من قصص كالفينو يمكن أن تغطي كل المراحل التي مر بها هذا الكاتب البارع في التحليل والتركيب والتأمل والشك، الذي أخفى صورته الشخصية وراء مشاهد بديعة من القصص الحية.
عن الكاتب: إيتالو كالفينو
يعتبر إيتالو كالفينو من أبرز الشخصيات المهمة والفريدة في الأدب الإيطالي المعاصر. ولد إيتالو كالفينو عام 1923 في سانتياغو لاس فيغاس لأب كان أستاذا في الزراعة وأم كانت أستاذة في علم النباتات، وبعد ولادته بسنتين عاد مع والديه إلى إيطاليا الوطن الأم، ورغم أن كالفينو قام برحلات كثيرة إلى العديد من دول العالم في شبابه. إلا أن إيطاليا بقيت أكثر الأماكن المحببة إلى قلبه.
تخرج (كالفينو) من جامعة (فلورنسة) قسم الزراعة. وكان مهتما بالسياسة، فالتحق بالحزب الشيوعي الإيطالي، وعمل في صحيفة الحزب، وكان يكتب المقال السياسي إضافة إلى كتابته المقالات الأدبية، والثقافية عامة.
وقد ثبتت مكانة (كالفينو) كأهم أدباء ايطاليا بعد الحرب العالمية الثانية، ومازالت مكانته محفوظة حتى الآن كأحد أهم الأدباء الإيطاليين، ومن الأدباء المعروفين عالمياً.
توفي (كالفينو) عام 1985 تاركاً مجموعة من الأعمال التي ترجمت إلى معظم لغات العالم، ومنها العربية.
يمكنك تحميل الكتاب من هنا
عدد الصفحات: 110
الحجم: 9.3 MB
نوع الملف: PDF
موعدنا معكم الخميس 22 نيسان لنناقش معاً روح هذا الكتاب ..
==

يطل كالفينو من بين صفحات كتابي مشرعاً في وجهي خياله المتقد، يضحك حيناً ويضحكني , يبكي مراراً ويبكيني ..
يرسم في رأسي دوائر من هواء .. تدور مسرعة كمتاهة مسدودة المخارج!
فأطفال ماركو فالدو كبروا باكراً جداً .. وما عادت هدايا العيد تعنيهم .. فهم أكثر العالمين العارفين بأن بابا نويل العلاقات العامة لا يزور بيوت الفقراء، بل يستهدف فقط قصور الرخام التي قاربت على الانفجار من ترف الهدايا!
هم لم يعودوا ليحلموا إلا بحزمة من الحطب .. تلك التي تستطيع أن تغمر منزلهم المرتجف بموجة من الدفء – حتى وإن استخدموا لذلك بلاستيك اللوحات الإعلانية التي أطلقتها حملات مكاتب العلاقات العامة!-
وإن تجرؤا يوماً على الحلم بطائر القطا مشوياً على طبق مائدتهم … سيلحقهم الجيران ورجال الشرطة حتى بعد أن يعلموا بأن غنيمتهم ما هي إلا حمامة كادت أن تموت من الجوع!
مهما يكن فصفحة ماركو فالدو ممتلئة دائماً بالصدأ وقليل من السجق العفن، تلك التي قد تبدو وجبة شهية لطفل مترف مل من طعم النخاع الذي ارتدى يوماً ثوب الغنى .. وبات يحلم بقليل من الفقر .. حتى لو كان سجقاً عفناً!
وفقاعات الخير المزيف تعلو نحو السماء، والزيف يكسو الزيف سواداً!! .. ودخان المصانع الأسود يبقى أسود مهما حاولنا تلوينه بألوان السماء!
فحتى لو بدى لك النهر أكثر زرقة من أن يكون ملوثاً بالقذارة ، قد يكون أكثر أماكن العالم تسمماً… فلا تصطد! وحاول دائماً أن تحسن التعبير عن أفكارك، فحتى الغايات السامية قد تموت إن اتبعت للتعبير عنها مسلكاً خاطئاً!!
ولا تحاول يوماً أن تتعمق بقراءة موجة … ولا تتفلسف أكثر من اللازم ..! اترك الموجة .. موجة , وتأملها كموجة ضمن بحر .. لا تحاول أن تفصلها عن تلك التي قلبها أو تلك التي بعدها ! لا تحاول أن تدرس أسبابها أو نتائجها .. كن كالموجة وانساب في هذا العالم ببساطة، فأنت مهم حقاً .. وكل ضربة من معولك تغيير العالم .. فلا أحد غيرك أنت سيضرب نفس الأرض التي ضربتها أنت بمعوله بنفس الوقت وبنفس الطريقة .. وحتى لو أنك في لحظة ما قررت أن لا تضرب المعول في الأرض , فأنك أيضاً ستغير العالم .. نحن نغيير العالم بالأشياء التي نفعلها أو لا نفعلها!
وتذكر دائماً بأن أخطاءك ستنعكس حتماً في يومٍ ما على أحدٍ مسكين .. حتى ولو بعد قرن! وقد يتسبب خطأ ارتكبته عن سهو في زمن ما بأن يمشي شخصٌ بائس أعرجاً بخفٍ غير متجانس.. فكن حذراً!!
لا لا .. لم أجن بعد ،،،
أنها فقط بعض الصور التي رسمها كالفينو في مخيلتي بمختاراته القصصية