عرض مشاركة واحدة
قديم 11-30-2011, 03:59 PM
المشاركة 9
أحمد لعبودي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي


رعشـــــــة

،
،

كان كل شيء ساكنا .. سوى عينيها ..
تنكمش الجفون وتتمدد في ارتعاد .. فيتبادل المحيط ظلاما ونورا ..
من هنا تبدو الصورة مهتزة
لم تكن تدرك أن للأمان رعشة .. كما للخوف !
كم آلمها القدر سابقا حتى يودعها تلك اللحظات الصادقة .. فاليوم تُؤبَن كل الذكريات السالفة في مزبلة ماضيها !
وتهتز الشفتان .. ومن بينهما أنفاس متلاحقة .. تلهث .. في تعطش لصدق المشاعر .. والصدر يعلو ويهبط، يحمل بين جنباته قلبا يرقص .. ويلتئم كل ما انشق في كَبدِه من جروح .. يرسل للأطراف رعشة .. تعبث بها الأنامل، اليمنى باليسرى .. وما تلبث أن تهدأ حتى يرمي طرف اللسان همس الرجاء .. ليكررها مرة أخرى على الأسماع .. فينصاع المتفاني في حبها لنداءات الحب البارزة من عينيها .. وتذوب أوصالها عن آخرها .. أمام عاشقها .. حتى تموت .. وتحييها مجددا تلك الأحرف الأربعة :
"أحبــك"
لكل حرف منهم حكاية .. يرويها حفيف الأشجار المتراقصة لأنسام السقيع، ويروي بها ظمأ الفؤاد. فامتلأ عن آخره، حتى فاض من عينيها قطرات برونزية تتلألأ كمرآة تعكس احمرار الغروب في وجناتها. كادت لفرط الإحساس أن تبوح .. وكيف تفصح عما أبت ملامحها كتمانه؟! وذيع السر دون نطق حتى آثرته الطيور على أنغامها !
والأنامل تصرخ .. وما بين الصدر يصرخ .. ولا أحد يسمع ذاك الصخب سواها .. فتغضب لفحات برد آخر الخريف، تنذر بأنه قد حان موعد الرحيل .. وحل المغيب .. وتناديه أناملها الباردة تتوق للدفء .. والشمس حزينة، يكيدها القمر .. فسيشهد دونها على أول لمسة تتشابك فيها الأصابع بطول الطريق .. وأول عناق غير ملموس !


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


هدير زهدي،
فريق القلم الحر


يزداد الظمأ مع كل حرفٍ قرأتهُ في نصك ليذهب بي إلى آفاق ٍ كم أتمنى الوصول لها

سلمت أناملك على هذا النص الرائع