عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
9

المشاهدات
5349
 
الدكتور سيد نافع
من آل منابر ثقافية

الدكتور سيد نافع is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
29

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Nov 2011

الاقامة

رقم العضوية
10647
11-30-2011, 12:14 PM
المشاركة 1
11-30-2011, 12:14 PM
المشاركة 1
افتراضي تأملات في الروح والنفس 1
يقول علماء الأحياء ( البيولوجي ) إن التعريفات العديدة التي عرفت بها الحياة غير وافية لكن يمكن القول بصفة عامة أن الحياة هي ظاهرة تتميز بخصائص معينة مثل القدرة علي الاغتذاء والتنفس والحركة والتكاثر .... إلخ فإذا فقدت واحدة أو أكثر من هذه الخواص توقفت الحياة واعتبر الكائن غير حي أي ميت .
وبذلك يدخل عالم النبات وعالم الحيوان داخل هذا التصنيف.. لكن الفرق بين هذين العالمين لم يتعرض اليه بالتفصيل الدقيق علماء البيولوجي ، اذ ان كلا من النبات والحيوان مكون من خلايا حية هي وحدة التكوين.. وتتشابه فيهما الى حد بعيد.. مما حدى بالعالم جودارد ان يعلن عام 1958 أنه إذا تيسر لنا فهم الخلية فهماً حقيقياً فسيتسنى لنا فهم كنه الحياة ، وبالرغم من التقدم العلمي المذهل والثورة العلمية التي أحدثها الميكروسكوب الإلكتروني إلا أن مفهومنا عن الخلية لم يتغير بما يكفي لفهم معني الحياة ، هل تدرون لماذا ؟ لأن السر كامن في وجود الروح ، فالفرق الوحيد بين النبات والحيوان وجود الروح.. فالنباتات كائنات حية تتغذي وتتنفس وتنمو وتخرج كما الجنين البشري في بطن الام قبل نفخ الروح فيه في بداية الشهر الخامس ، فهي حياة بلا روح وهذا ما قاله ابن عباس عندما سئل عن الرسم فقال أرسم ما لا روح فيه كالشجر والحجر ، وهذا ما قاله ابن القيم ليظهر أثر نفخ الروح في الجنين وهي الإرادة ويؤكد هذا الكلام قوله تعالي ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ) والمقصود بالخلق الآخر هو نفخ الروح فيه وانتقاله من طور الى طور ومن خلق الى خلق .
فهناك حياة بلا روح كحياة النبات وبالتالي تفتقر إلي الحس الحقيقي من سمع وبصر وشم وتذوق وخلافه كما أنها تفتقر إلي الإرادة والعقل والتفكير لأنها من خصائص الروح ، أما الحيوان ففيه روح لكنها تختلف عن روح الإنسان لأن روح الانسن مكرمة وأعلى درجة.. فقد أضافها الله تبارك وتعالي إلي ذاته العلية إضافة تشريف وتخصيص فقال تعالى عن خلقه لأبي البشر ( فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ) وهذا لا يعني أنها من الذات الإلهية فهذه اضافة أعيان لا إضافة صفات كما قال ابن القيم وهذا للتخصيص والتشريف وبالتالي تهيأ لحمل أمانة التكليف وتميز بالعقل
أما الحيوان فبه ارادة وفهم محدودين ..وبالتالي يمكن تدريبه وتعليمه إلا أنه غير مكلف ..وسوف يحشر يوم القيامة ثم يقتص الله تبارك وتعالى من الشاة القرناء اذا بغت على الجلحاء ثم يقول لهم كونوا تراباً عندها سيتمني الكافر لو كان حيوانا ً ويلقى نفس المصير ويقول يا ليتني كنت ترابا ، لكن هيهات هيهات